بعد يومين من اعتقالها لقائد الفرقة 30 وعدد من مرافقيه شنت جبهة النصرة هجوماً كبيراً على مقرات الفرقة 30 المتمركزة في قرية الشوارقة بين مدينتي عفرين واعزاز بريف حلب الشمالي، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين لم تستطع النصرة من خلالها احراز أي تقدم في المنطقة، بعد مؤازرة جيش الثوار المكون من عدة فصائل من الجيش الحر لمقاتلي الفرقة 30 في المعركة الآنفة الذكر.
بدورها الولايات المتحدة الأمريكية والتي نفت في البداية ان يكون الضباط والعناصر المختطفون قد تلقوا تدريبات ضمن برنامجها المعلن لتدريب مقاتلين «معتدلين» من المعارضة السورية لقتال تنظيم الدولة الإسلامية، لك سرعان ما أخرجت طائراتها الحربية لمؤازرة مقاتلي الفرقة 30 الذين تعرضوا لهجوم من قبل النصرة.
من جهته أكد زياد وهو مسؤول تنسيق في الفرقة 30 «»ان المقاتلات الامريكية أتت بدون أي طلب من المقاتلين على الأرض الذين استطاعوا صد الهجوم بمساعدة جيش الثوار، وأكد الحلبي ان الأجهزة والمعدات التي تؤمن التواصل مع طائرات التحالف قد تم تأجيل تسليمها لمقاتلي الفرقة بطلب امريكي خوفاً من وقوعها بيد مقاتلين «متطرفين» عند دخول الفرقة، وتم قطع وعود بتسليمها لهم بعد تأمين مقراتهم وتفاهمات مع الفصائل على الأرض»».
وبحسب مصادر خاصة فأن النصرة تكبدت خسائر كبيرة في هذه المعركة خصوصاً من ضربات التحالف التي أدت لمقتل 38 مقاتل من النصرة بينهم قياديان اثنان أحدهم سعودي الجنسية، وشكلت الضربات الجوية تلك صدمتاً كبيرة لدى القيادة العسكرية والسياسية لدى النصرة، من مدى سرعة ردة الفعل الامريكية والتي جاءت سريعة وقاضية، الأمر الذي بدى مختلفاً لدى محاربة النصرة لكل من جبهة ثوار سوريا ومن ثم حركة حزم المحسوبتين على الامريكان، والتي لم تتدخل القوات الامريكية لمساندة أي منهما.
الضربات الجوية استهدفت عدة مقرات في محيط مدينة اعزاز وعلى أطرافها ما أدى لتدمير أربعة مقرات ومقتل وجرح كل من فيهما، كما أدت الضربات الى تدمير 9 عربات دفع رباعي مزودات برشاشات متوسطة، وكانت الخسائر تلك هي السبب المباشر وراء توقف العملية العسكرية للنصرة والتي أعلنت مسبقاً انها لن تتوقف حتى القضاء على كامل عناصر الفرقة، ليأتي بعدها بعدة أيام انسحاب النصرة من تمركزات لها على جبهات ضد تنظيم الدولة في ريف حلب الشمالي.
من جهتها أعلنت جبهة النصرة عن انسحابها من جميع نقاطها بريف حلب الشمالي القريبة من خطوط المواجهة مع تنظيم الدولة، وعزت الجبهة هذا القرار إلى رفضها أي تعاون مع الخطة الأمريكية-التركية الهادفة إلى إنشاء منطقة خالية من أي موقع لتنظيم الدولة في محافظة حلب بشمال سوريا، على طول الحدود مع تركيا، وقالت الجبهة في بيان نشر على الإنترنت «نعلن انسحابنا من خطوط المواجهة مع تنظيم الدولة في شمال محافظة حلب»، من دون أن تحدد المناطق التي يشملها القرار. وفي إشارة إلى الخطة الأمريكية-التركية، وأضافت «إننا لا نرى جواز الدخول في هذا الحلف شرعاً، لا على جهة الانخراط في صفوفه ولا على جهة الاستعانة به ولا حتى التنسيق معه»، مؤكدة أن الهدف الأول لهذه الخطة «هو خدمة أمن تركيا القومي». ورغم انسحاب النصرة من الجبهات تلك، الا انها قامت بمؤازرة قوات الجيش الحر في المنطقة، بعد تعرضهم لهجوم عنيف من قبل تنظيم الدولة.
تحرير زيتون