زيتون – غسان شعبان
ارتبط اسم الرياضة في مدينة سراقب باسمه، فهو الذي عشقها وكرّس حياته لأجلها، إلى أنْ اعتبره الرياضيون محلياً بمثابة العمود الفقري للرياضة في ميدنته ومحافظة إدلب. قاسم العزو، أو أبو ظافر كما يُكنّى، هو أب لأربعة أولاد أبلغ من العمر 46 سنة من مواليد 1970، الذي عمل في فرنٍ لبيع الخبز إلى جانب مشواره الرياضي، وكان يشارك في العديد من النشاطات الرياضية على مستوى المحافظة وسوريا.
جريدة «زيتون» التقت بـ أبو ظافر لتسليط الضوء على مشواره والحديث عن الجانب الرياضي في ظلّ الثورة:
– كيف بدأتَ حياتك كرياضي؟
عدا عن أنّي كنتُ أحبّها كثيراً، إلّا أنني بدأت عبر بطولات مدرسية ابتداءً من المرحلة الابتدائية، حيث كانت كرة القدم تشدّني كثيراً، وساعدني ذلك على بناء جسم رياضي، أتمكّن من خلاله أن أتميّز بتلك اللعبة، وكانت أيضاً تشدّني لعبة التنس العالمية. ولا ننكر دور المباريات المصغّرة ضمن الحارات في سراقب.
وبقيتُ أمارس الرياضة كلاعب، حتى عام 1990، في تلك الفترة بدأت الرياضة تتحول لمنحى خاص وغامض حين غاب الدعم وإبتعد الجميع عن نادي سراقب ووصل ذلك لمقاطعته، فاستعان بي الأستاذ عبدالله الشيخ خليل لأشغل منصب إداري، وبقيت حتى الآن أعمل دون تكليف أو أجر مادي.
ماهي المواقف التي تعتبرها نقاط تحول في حياتك الرياضية؟
لكثرة ما مر معنا من مطبات، وعثرات في الصعود للدرجة الثانية استلمت دفّة التدريب وقرّرنا وقتها تجاوز هذه الأخطاء في السنة الأولى، بالفعل نجحنا وتصدرنا المجموعة وكنا على بعد قليل في الصعود للدرجة الثانية، ولكن هناك بعض الناس في الأروقة لا تريد ذلك، ففشلنا وفي العام التالي تمكنّا من الصعود للدرجة الثانية مع النادي كأول إنجاز لي مع فريق الرجال، وهذه اعتبرها نقطة تحوّل في حياتي كرياضي، لأنني تمكنتُ أن أصل إلى ما أريد، رغم كل التحديات آنذاك.
وماذا حقق نادي سراقب من إنجازات رياضية وأنت موجود فيه؟
لا أبالغ إذا قلتُ أني أملك رصيد جيد من النجاحات مع نادي سراقب سواء لاعب أو مدرب، عندما كنت لاعباً مثلنا المحافظة تسع مرات كأبطال للمحافظة في الدرجة الثالثة، أما عندما كنتُ مدرّباً استلمت التدريب في سن مبكرة عام 1992 وحققنا بطولات عديدة مع مختلف الفئات العمرية وأهمها الصعود بفريق الرجال لدوري الدرجة الثانية 2005 وأيضا الصعود بفريق الشباب للدرجة الثانية عام 2008
ما هو الموقف السعيد والموقف السيء رياضياً اللذان تحتفظ بهما في ذاكرتك؟
أجمل موقف هو عندما بقي لنا مباراتين في دوري الدرجة الثانية وكنا في أسفل الترتيب ومهددين بالهبوط، والمباراتين مع أول وثاني المجموعة (الميادين والحرية ) وتم تكليفي بقيادة المباراتين ووقتها حققنا الفوز على الميادين المتصدر، وخسر منافسنا المباشر فضمِنّا البقاء في الدرجة الثانية.
أما السء أو الصعب إن صحّ القول هو تحيز الحكم في مباراة لتجمع الأشبال وكانت ضد نادي تشرين بعد أن أعلن عن ركلة جزاء لنا فجأة غير رأيه ووضعها ضربة غير مباشرة وكانت كفيلة بتأهلنا عن المجموعة التي ضمت وقتها المجد وتشرين وسراقب وكنا في طريقنا للمنافسة على بطولة سوريا للأشبال.
لنتحدّث عن الرياضة حالياً، كيف ترى هذه المشاريع الرياضية في محافظة إدلب؟
الآن لا توجد رياضة، هناك إشراقات هنا وهناك، ولا يوجد جدول عمل منظّم وهذا يعود للوضع الأمني وضعف الكوادر والتمويل، فالذي يشغل الناس الآن هو تحصيل لقمة العيش، التي بات تحصيلها صعباً في هذه الظروف، والرياضة بالأساس هي متنفّس وساحة للتنافس الشريف وجامعة لكل الأطياف بعيداً عن الإعتبارات الأخرى، وإنعاش الرياضة بشكلها الجيد والنقيّ يعني بناء أجيال تأمن بنفسها وبقدرتها على العمل والتحدي ولا تعرف اليأس في الحياة.
وماهي المشاريع الرياضية التي تقومون بها وماهي المشاكل التي تعترض طريقكم؟
أهم شيئ أننا بدأنا بتأسيس مراكز تدريبية سواءً بكرة القدم أو كرة الطاولة ونعمل على إنشاء جيل جديد يكون بحجم المنافسات ورائداً فيها، وهي فرق تمثّل نادي سراقب الذي أعمل كعضو فيه ومسؤول عن الأنشطة والألعاب الجماعية، ونعمل على تجاوز المعوقات بعيداً عن القصف وما نمر به من قلة الدعم المادي والمعنوي معاً.
ما الذي تودّ قوله في كلمتك الأخيرة؟
أودّ القول أنّي غير نادم على السنين التي قضيتها كرياضي لأنها أبرزت شخصية قاسم عزو وإمكانياته وتعرفت إلى أناس وبلدان فلولا الرياضة ربما لم يكن لي أن أحظى بذلك، أما بالنسبة لوجع الثورة فهو يخص كل سوري، البلد لنا وبأيدينا نبنيه ولكن ذلك يتطلب العزيمة والإخلاص في العمل وأهم من كل ذلك المحبة فيما بيننا.