زيتون – عز الدين زكور
”أبو محمد” القادم من مدينة دير الزور وزجته وابنيه كان ل”زيتون” لقاء معه شرح فيه معاناته في طريقه إلى إدلب وأسباب تركه المدينة وهجرته لتركيا :
لم نتمكن من علاج ابنتي التي تعاني من إصابة في عينها بعد قصف استهدف منزلنا في المدينة، عندها قررنا الخروج من المدينة والهجرة إلى تركيا، عند ولدي الأكبر ”محمد” الذي ترك دراسته وهاجر للعمل ليقدم لنا ويساعدنا ماديا، في ظل ظروف اقتصادية صعبة كنا نعيشها، حيث المواد قليلة وأسعارها مرتفعة، والمساعدات الإنسانية شبه معدومة، وفرص العمل نادرة.
كنت موظفا وتم فصلي من قبل النظام وبقيت دون دخل شهري، خرجنا من المدينة قبل شهر وبضعة أيام ووصلنا لمدينة الباب آخر مناطق سيطرة تنظيم ”داعش” للعبور لمنطقة «إعزاز»، حيث يمنع التنظيم هناك الخروج من مناطق سيطرته، فيلجأ الأهالي للخروج بطرق غير شرعية عبر مهربين يؤمّنون لهم طريق الوصول.
أبو محمد الرجل الطيب، البسيط، الملتزم، الذي خرج من مدينته مرغما، باحثا عن حياة كريمة هادئة بعيدا عن القتل والدم والظلم، حاله حال مئات العائلات التي تبحث عن حياة كريمة اضطرت للهجرة خارج بلدها