أهالي الهامة وقدسيا.. من معركة الأمعاء الخاوية إلى معركة التأقلم في إدلب

1476369964

زيتون – محمد أبو الجود

استقبلت محافظة إدلب خلال الفترة السابقة، آلاف الأهالي من ريف دمشق والمهجرين من بيوتهم، ورغم القصف والمعاناة والفقر التي يعيشها أهالي إدلب، إلّا أنهم وبأحضان دافئة تمتزج بالأخوّة ووحدة المصير الثوري قاموا بواجب الضيافة، واحتضنوا إخوانهم من باقي المدن وخاصة في الآونة الأخيرة بعدما عمد نظام الأسد إلى تهجير أهالي ريف دمشق تباعاً، وإتّباعه لسياسة تشديد الحصار على المدنيين ورفضه دخول الطعام والدواء ومستلزمات المعيشة، مما دفع بالأهالي إلى توقيع اتفاقيات الخروج إلى إدلب بعد رفض الثوار تسليم أنفسهم وأسلحتهم، للحفاظ على حياتهم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وكان آخر الواصلين مئات العائلات من مدن «قدسيا، والهامة، والمعضمية»، حاملين معهم حقائب ملؤها الذكريات والأمل بالعودة ولو بعد حين.
بعيونٍ تغمرها الدموع ومع تعابير وجهٍ حزين ورعشةٍ خفيفة باليد يبدأ أحمد، وهو أحد الواصلين إلى كفرنبل حديثه: لم أتصور يوماً أن تنتهي قصة الحياة والموت وعشقي لدمشق عن طريق «الباص الأخضر» الّلعين بعد كل هذه الفترة من الصمود والمعاناة والتضحية التي استمرت ما يزيد عن 5 سنوات تحت القصف والتجويع إلا أننا وفي النهاية استسلمنا لقدرنا ورضخنا أخيراً لاتفاق التهجير لنحقن دماء أهلنا الأبرياء الباقين في البلدة، لأن القصف ازداد بشكل جنوني في الآونة الأخيرة وتعاملت قوات الأسد مع ملف دمشق بطريقة وحشية مما اضطرنا للخروج إلى إدلب.
ويتابع: مع وصولنا إلى إدلب، رحّب فينا الأهالي واستقبلونا بالأحضان ولم يقبلوا أن ننزل في المخيمات بل أنزلونا في بيوتهم الخاصة وأسكنونا معهم وقسموا لقمة الخبز بيننا وبينهم، وحاولوا إخفاء حقيقة أنّنا نازحون وأظهروا أنّنا أصحاب الدار الأصليين.
أبو حسين، من ريف إدلب يقول لـ «زيتون»: هم ليسوا ضيوفاً بل هم أهلنا وإخوتنا وأحبابنا سيبقون هنا في هذه المنطقة إلى أن يعودوا إلى مدنهم، سنقتسم رغيف الخبز بيننا وبينهم وليس لنا فضل عليهم لأننا إخوة، وهم يمرّون بكرب، ونحن سنمدّ يد العون لهم قدر المستطاع.
الناشط الإعلامي داني قباني، من مدينة معضمية الشام يقول: وجدنا في إدلب وما حولها، كلٌّ في منطقته إخوةً لم يكونوا معنا في معضمية الشام، وهم لم يتوانوا عن تقديم كل ما يمكنه تسهيل التأقلم في مدنهم و مناطقهم، ولا شكّ أن هناك بعض الصعوبات ولكنها على طريق التيسير على قدم وساق، لا يهمنا القصف ولا تهمنا الغربة، فمنذ لحظة وصولنا قلعة المضيق بريف حماة كان بانتظارنا عدد كبير من السكان احتضنونا وعانقونا وكأننا إخوتهم ومن ثم تم نقلنا بسيارات خاصة إلى نقطة تجمع لنا في إحدى مدارس ريف إدلب وبعد انتظار لساعات تم نقل قسم منّا إلى مخيم (الطيني) بريف إدلب، وهو عبارة عن خيم مصنوعة من الطين وتم تقديم الاحتياجات الأساسية لنا، من أغطية، وإسفنج، ومواد تنظيف وغيرها..
ويتابع: جرى نقل البعض إلى مخيم ترمانين وتم تقديم بعض المنازل بالمجان لبعض الأسر بشكل مؤقت والبعض الآخر فضل استئجار منازل والسكن بها، وخاصة في المناطق الحدودية وهنا كانت الصعوبات حيث بدأ بعض أهالي هذه المناطق بالاستغلال وتأجير الشقة الغير مفروشة بـ 200 دولار أمريكي، وخاصة في منطقة سرمدا وما حولها.
وقام عدد من ناشطي ريف إدلب بحملة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمناشدة الأهالي ممن يمتلك بيتاً إضافياً أو قسماً من بيت، بضرورة إيواء أهالي من ريف دمشق، ولاقت هذه الحملة قبولاً واسعاً من الأهالي وتم تأمين بعض المنازل مع مستلزماتها عن طريق أهل الخير وبعض المنظمات.
الإداري بالمكتب الخدمي في كفرنبل، محمود العبود قال: جرى استقبال عدد من عائلات قدسيا والهامة في المدينة بشكل مؤقت والذين بلغ عددهم ما يزيد عن 100شخص وتم تأمين احتياجاتهم الأساسية من سلل إغاثة عاجلة، وأغطية وإسفنج، وقام بعض أعضاء المكتب باستقبال عدد من العائلات في منازلهم الخاصة ومن ثم مساعدتهم في البحث عن منازل للإيجار لمن يرغب بالبقاء في المدينة ونقل من يرغب بالذهاب إلى منطقة أخرى خارج المدينة حسب رغبته، وقمنا أيضاً بتوزيع سلل إغاثية على أهالي ريف دمشق المتواجدين في مخيم ترمانين ونقل عدد كبير من الجرحى إلى المشافي الموجودة بالمنطقة.

وكان آخر الواصلين مئات العائلات من مدن «قدسيا، والهامة، والمعضمية»، حاملين معهم حقائب ملؤها الذكريات والأمل بالعودة ولو بعد حين. بعيونٍ تغمرها الدموع ومع تعابير وجهٍ حزين ورعشةٍ خفيفة باليد يبدأ أحمد، وهو أحد الواصلين إلى كفرنبل حديثه: لم أتصور يوماً أن تنتهي قصة الحياة والموت وعشقي لدمشق عن طريق «الباص الأخضر» الّلعين بعد كل هذه الفترة من الصمود والمعاناة والتضحية التي استمرت ما يزيد عن 5 سنوات تحت القصف والتجويع إلا أننا وفي النهاية استسلمنا لقدرنا ورضخنا أخيراً لاتفاق التهجير لنحقن دماء أهلنا الأبرياء الباقين في البلدة، لأن القصف ازداد بشكل جنوني في الآونة الأخيرة وتعاملت قوات الأسد مع ملف دمشق بطريقة وحشية مما اضطرنا للخروج إلى إدلب.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*