زيتون – وسيم درويش
“ناموا بكير مشان نطلع عالأرض، بكرا عنا حواش زيتون”
جملة كانت حاضرة مع كلّ موسم لقطاف الزيتون في ريف إدلب، إذ تستنفر الأسرة بكاملها للذهاب إلى الأرض وقطف الثمار.
بدأ أهالي ريف إدلب بقطاف الزيتون، هذا العام دون تكاليف أو طقوسٍ اعتادوا، إذ يشهد الموسم الحالي شحّاً واضحاً في أغلب مناطق المحافظة، كنتيجةٍ حتمية لقلّة الأمطار.
يقول الحاج أبو خالد، أحد مزارعي معرتحرمة في ريف إدلب الجنوبي: إن الموسم هذا العام قليل جدّاً، لعدم هطول الأمطار خلال الأشهر الماضية، والشجرة التي كنا نجني منها كيش وزن 50 كيلو لا يمكن أن نجني منها هذا العام 5 كيلو غرام في أقل تقدير، وهذا الأمر في كامل سوريا على ما أعتقد لأن الأمطار كانت قليلة بشكل عام.
ويؤكد الحاج أبو خالد أن هذا الموسم هو الأول الذي يمرّ على ريف إدلب، منذ عشرات السنين، فمن الطبيعي أن تشهد الأشجار وفرةً في عام وأن تنقص الوفرة في العام القادم، ولكن أن تأتي إلى الشجرة ولا تجد فيها ما يزيد عن 15 كيلو غرام زيتون، فهذا أمر غريب جداً، على حد وقوله.
المهندس الزراعي خالد منصور، أوضح في حديث لـ “زيتون” أن السنوات السابقة، كان كيس الزيتون الذي يزن 100 كيلو، يُستخرج منه من 20 – 25 كيلو زيت، بمعدّل كل 5 كغ زيتون، تعطي 1كغ من الزّيت الصّافي، أما هذا الموشم، فليس الشحّ في الموسم فحسب، إنما في نوعية الزيتون، أتوقع هذه السنة أن كل 8 كيلو من الزيتون تنتج 1 كيلو من الزيت، بسبب فقر الثمرة بالزيت، حيث تبدو الثمرة جعداء عطشى.
وتابع: شجرة الزيتون بحاجة إلى كمية محدّدة من الماء سنوياً، وخلال السّنوات السابقة لم تأخذ الشجرة حصّتها الكافية من الماء، وقد تأثّر حمل الشّجرة من ثمرة الزّيتون وأثّر الجفاف على كمية الزّيت المستخرجة.
ويؤكد الأهالي أن القطاف هذا العام يعتبر مصدر قلق، نتيجة استهداف طائرات النظام لجميع المناطق المحررة، ما يقلّل من بهجة الموسم.
ووفقاً لإحصائيات سابقة فإن إدلب تأتي في المرتبة الثانية على مستوى سوريا من حيث عدد الأشجار والإنتاج، وتعتبر المساحة التي تغطيها هذه الزراعة الأكبر من بين المساحات المستثمرة زراعياً والتي تشكل 36٪ من إجمالي هذه المساحات المزروعة، وقد بلغت إجمالي المساحات المزروعة بهذه الشجرة حوالي 129 ألف هكتار، فيما يقدّر عدد الأشجار بـ 14.7 مليون شجرة المثمر منها 13 مليون شجرة، إلا أنه تناقص بشكل واضح نتيجة قطع المئات منها. من قبل قوات الأسد، وتحطيب البعض منها، إضافة لترك مئات الأشخاص لأراضيهم ونزوحهم خارج المحافظة.