زيتون – ياسمين محمد
عندما تصبح الخيارات محدودة، والتوجهات ضيقة، والحلول خاطئة، ويتم تفادي الضرر بضرر أكبر، تجد فاطمة ومثلها كثيرات.
فاطمة، هي طفلة سورية ﻻجئة في اﻷردن، هربت مع أخويها الشابين من بلدتها بريف حماة، بعد أن استشهدت والدتها في قصف قوات اﻷسد على البلدة، وأصبح أحد إخوتها في سن الخدمة اﻹلزامية، واﻵخر مطلوب للخدمة اﻹحتياطية، وتزوج والدها.
في اﻷردن، قرر اﻷخ الشاب العازب السفر، حاله حال غالبية الشبان السوريين الممنوعين من العمل، واﻻستقرار، والمتطلعين لمستقبل أفضل، ولحياة بسﻻم وأمان.
رفضت فاطمة مرافقة أخيها، خوفاً من مخاطر البحر، وما بعد البحر، ومما سمعته من بعض المتشددين المعارضين لكل اﻷمور.
وبعد أشهر تقدم رجل أردني منفصل عن زوجته لخطبتها، وترددت فاطمة وأخوها، ولكن اﻷمم المتحدة منحته وعائلته هجرة إلى أمريكا.
وفي ظل تعنت فاطمة ورفضها لفكرة السفر، وتمسكها بأقوال البعض، دون محاولة التأكد من صحتها، وعدم قدرتها على العودة إلى سوريا،حيث والدها وزوجته الجديدة، قررت فاطمة، ابنة السبعة عشر ربيعاً، الموافقة على الزواج من الرجل اﻷردني الذي يكبرها ب 13 عاماً.
ولم تكن فاطمة تعلم كغيرها من السوريين، بأن القانون اﻷردني ﻻ يخول للرجل الزواج من امرأة ثانية، دون موافقة زوجته الأولى.
وهنا تكمن الطامة الكبرى، فقد تسبب هذا القانون بطﻻق الكثير من النساء السوريات، وخصوصاً أن الكثير منهن تزوّجن وهن قاصرات.
ويلجأ السوريون في اﻷردن لتزويج القاصرات ﻷسباب عديدة يتذرعون بها، اجتماعية واقتصادية، نتيجة الضغوط التي فرضتها الحياة الجديدة، أو العادات والتقاليد، أو طمعاً باﻻستقرار لبناتهم كون الرجل اﻷردني ابن البلد.
وبعد أن تزوجت فاطمة وحملت بطفلة، عادت ضرتها ﻻبتزاز زوجها بأوﻻده وباتت فاطمة سيدة مطلقة وتحمل عبء طفلتها، وبﻻ أهل أو وطن، سيما أن القانون اﻷردني أيضاً ﻻ يمنح الجنسية ﻻبنتها.