زيتون – وضحة عثمان
«أم محمد»، لاجئة سورية في مدينة الريحانية، وواحدة من آلاف السوريين الذين يعانون من إذلال المنظمات على دور الخبز.
وتقول «أم محمد» عن معاناتها «أنا مضطرة للسير مسافة 3 كم صباح كل يوم، من أجل الحصول على الخبز لأطفالي».
وتضيف «مركز توزيع الخبز يبعد عن منزلي مسافة 3 كم، والتوزيع يتم ما بين الساعة 7 و 8 صباحاً، وفي السابق كنت أنشغل فيهذا الوقت بالذات بتجهيز أطفالي لإرسالهم إلى المدارس، أما الآن فقد بتُّ مضطرةً لتركهم والسير مطوّلاُ في رحلة الحصول على 8 أرغفة من الخبز».
وتتابع «حاولت أن أُخفّف عني عبء المسير كل صباح إلى المركز، وقمت وجيراني بإرسال بطاقاتنا مع شخصٍ واحد من الحي كي يجلب لنا حصصنا من الخبز بدلاً من أن نذهب جميعنا، ولكن المسؤولين في المركز رفضوا تسليمه الحصص، وأصرّوا على تسليمها باليد لمستحقيها».
وتصف «أم محمد» الوضع على دور الخبز ب «الفوضى العارمة»، بسبب افتقار المركز المسؤول عن التوزيع لعنصر «التنظيم»، فالوقت محدود وقصير جداً، كما أنه لا يوجد آلية مريحة للتسليم.
وتمنح بعض المنظمات للأسر السورية اللاجئة في مدينة الريحانية، بطاقاتٍ لإثبات أنهم مسجلين في المنظمة على دور الخبز، وتخوّلهم الحصول على مادة الخبز يومياً، أثناء الدوام الرسمي لتلك المنظمات أو المراكز، وذلك ما بين الساعة 7 و 8 صباحاً حصراً، وهو الوقت الذي يكون فيه معظم أفراد العائلات السورية في العمل أو المدرسة».
ويُكتب على البطاقات اسم المستلم «أو المستفيد»، وعدد أفراد أسرته، وكمية الحصة وعدد الربطات التي تستحقها هذه العائلة.
وهناك توزيع غير مناسب للمراكز في المدينة، وبسبب المسافة الكبيرة ما بين المركز والآخر، تكون المراكز قريبةً إلى بعض الأحياء، وبعيدةً عن عددٍ أكبر من الأحياء التي تحوي مستفيدين من هذه البطاقات.
وتعتبر أم محمد وغيرها من اللاجئين السوريين في مدينة «الريحانية» بتركيا، أن «كروت الخبز باتت طريقة جديدة لإذلال السوريين في مدينة الريحانية، بدلاً من أن تكون مصدر دعمٍ لهم، وتخفيفٍ من مصروفهم ونفقاتهم اليومية، ومساعدةٍ لهم».
وناشد اللاجئون تلك المنظمات بإيجاد آلية أكثر تنظيماً وملاءمة للتوزيع، إما بتوزيع المراكز أو تنظيم الأدوار والأوقات بشكل مناسب، أو بمنح العائلات المستفيدة لديها، قيمة الحصة نقداً أسبوعياً أو شهرياً، أو التنسيق مع المحال التجارية لقبول هذه البطاقات وصرفها، كي تقوم العائلات المستفيدة بشراء الخبز بنفسها ومن أقرب محل إلى منازلها.
وتختم «أم محمد» بالقول «لا يمكن تخيّل الفوضى الموجودة أثناء التوزيع، ولا العبء الذي يثقل كاهلنا كل صباح، والمسؤولون عن هذه المراكز يتصرفون على الرغم من كل المناشدات، وكأنهم يمنحوننا غرامين من الذهب على هذه الكروت وليس كيساً بلاستيكياً يقطن بداخل ثمانية أرغفة من الخبز قد لا تسد رمق العائلة كاملةً».