خاص زيتون
يتميز تين إدلب المجفف بنكهته الخاصة التي أكسبته شهرة واسعة على المستويين المحلي والعربي، وتشتهر محافظة إدلب بزراعة التين والذي يعتبر من أهم المواسم الزراعية في المحافظة، وهو من الفاكهة المحببة لكثير من الشعوب، وانتشرت هذه الزراعة منذ القدم، إذ يعتبر موسم التين موسماً اقتصادياً يعود بمبالغ مالية جيدة على المزارعين والتجار. وتتعدد صناعاته بين المربيات والتين المجفّف.
وفي السنوات الاخيرة توسعت زراعة التين دون سواها، لأن شجرة التين سريعة الإنتاج، وموسمها هو الأفضل نظراً لانخفاض تكاليف زراعتها وسهولة قطافها ومردودها الكبير.
وغدت تجارة التين من المهن المنتشرة التي تؤمّن مورداً لمن يعمل بها، فباتت أسواق ريف ادلب أشبه بمستودعات ومحال تجارية مخصصة لبيع وشراء التين.
يقول أبو الخير، وهو تاجر تين من ريف معرة النعمان: خلال موسم القطاف يقوم المزارعون بطرح جزء من محصولهم «الأخضر الطازج» في الأسواق ليباع كفاكهة خضراء، و يتم تسويقه محلياً داخل أسواق المحافظة ونقل الفائض منه إلى الأسواق السورية الأخرى، فيما يتم تجفيف القسم الأكبر منه على أسطح المنازل تحت أشعة الشمس ومن ثم تعبئته في أكياس خاصة أو يتم ضمه في» قلايد» وهذه الطريقة تعتبر تقليد قديم لدى المزارعين تقوم النساء بضم ثمار التين بحبل رفيع بطريقة منتظمة.
وأضاف: أهم ما يميز سوق التين عدم استقرار سعره، لارتباطه بسعر صرف الدولار ورغبة غالبية المزارعين ببيع محصولهم بالدولار، بالاضافة لتنافس التجار والمضاربة، ونقوم بالشراء عادة بالتجوال بين القرى والبلدات على المزارعين وأحياناً نقوم بالشراء بطريقة المزاد، وهناك عدة أنواع من التين في محافظة ادلب لكل نوع خاصيته وسعره.
يقوم التاجر ياسر الزعيم من البارة: أجود الأنواع وأفضلها هو الأبيض أو «الزهرة» وسعر الكيلو منه 1200ليرة، والأبيض «المطبق» وهذا عادة يُضمّ في القلايد وسعره 1150 ليرة سورية للكيلو الواحد، والحيشي وهو نوع جيد وسعر الكيلو منه يصل حتى 950 ليرة سورية، ويوجد أنواع أخرى تستعمل كوصفات طبية لبعض الأمراض وتؤكل طازجة ومنها الكرسعاوي، السوادي، الحماري.
التجفيف والتّبييض:
بعد الانتهاء من موسم القطاف الشّاق والانتهاء من مرحلة التجفيف بشكل كامل يتم عرض الثمار على التجار أو ورشات التبييض، وتنتشر في المحافظة العديد منها والتي تقوم أيضاً بالتغليف وخاصة في مدينة أريحا وجبل الزاوية.
أبو موسى، الذي يدير إحدى ورشات التبييض في ريف ادلب يقول: هناك مراحل عديدة نتّبعها في العمل حتى يصبح التين المُعلّب بشكله النهائي قبل التصدير، حيث نقوم بتخزين وتعقيم «التين» في مستودعات خاصة محمية من الرطوبة والحشرات ويبقى التين في هذه المستودعات حتى حلول فصل الشتاء لصعوبة معالجته في درجات الحرارة المرتفعة.
ويضيف: لتأتي مرحلة التبييض التي يستعمل فيها أحواض الماء مضافاً إليها مواد مبيّضة تزيل كل الشوائب وتظهر ثمرة التين بمظهر جميل جداً وبعد هذه المرحلة يعرض التين في الهواء الطلق لتنشيفه، ومن ثم نصل لمرحلة فرز التين حسب الجودة ليتم تقسيمه لعدة أنواع، حسب الجودة الأول وهو الأفضل والأجود البياضي «الزهرة» البياضي «المطبق» والنوع الثاني أقل جودة «الوسطي»، النوع الثالث منخفض الجودة ورديء ويسمى «القرقوش» أو «العلفي» ويستخدم كعلف للحيوانات. وفي النهاية مرحلة دق ثمار التين في قوالب متنوعة ومتعددة الحجم فهناك قوالب تتسع لنصف كيلو غرام من التين، وأخرى أصغر حجماً تتسع ل 250 غراماً، ومن ثم تغليفها لتصبح جاهزة للتصدير.
التسويق ودور التجار.
يعتبر تسويق التين من المراحل التي لا يخوض بها سوى بعض التجار الآن، ففي السابق كانت أسواق مصر تستوعب معظم منتوج إدلب، ولكن بسبب ظروف مصر الاقتصادية والسياسية بدأ البحث عن أسواق جديدة للتصريف.
يقول أبو محمد، تاجر من مدينة أريحا: إن صعوبة المواصلات والتنقل خاصة باتجاه مدينة اللاذقية التي تعتبر بوابة سوريا التجارية عبر «مرفاها التجاري» جعلنا نتجه نحو تركيا لسهولة عبور البضائع، وافتتاح مكاتب خاصة لنا، ولقرب تركيا من الأسواق الاوربية، ومن تركيا تبدأ انطلاقة التين باتجاه الدول الاوربية عامة وألمانيا خاصة والتي تعتبر حالياً أكثر دولة مستوردة للتين بالإضافة لكل من السعودية وروسيا وفرنسا.