شنت جبهة النصرة فجر اليوم هجوماً على مقرات وتمركزات لمقاتلي الفرقة 30 جيش حر في قرية المالكية قرب مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، ودارت بين الطرفيين اشتباكات عنيفة، تدخلت على إثرها طائرات التحالف واستهدفت مقرات للنصرة في المنطقة،
وذكر الناشط زكريا حلبي بأن الإشتباكات دامت لأكثر من خمس ساعات، استخدمت فيها النصرة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، فيما استخدمت الفرقة 30 الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وأضاف الحلبي بأن المعارك بين الطرفين نشبت على خلفية اختطاف قائد الفرقة 30 مع 7 أخرين من عناصرها المدربة على يد القوات الأمريكية، يوم أمس في مدينة اعزاز، حيث اتهمت الفرقة، جبهة النصرة بضلوعها في العملية، وأدى قصف طائرات التحالف الى مقتل سبعة من النصرة، كما أسفرت الاشتباكات عن مقتل 7 من مقاتلي الفرقة 30 وعدد أخر من مقاتلي جيش الثوار التابع للجيش الحر الذي قام بمؤازرة مقاتلي الفرقة.
وكانت جبهة النصرة قد أقدمت على اعتقال قائد الفرقة العقيد المنشق نديم الحسن وقيادي أخر و ستة من مرافقيهم، أثناء خروجهم من أحد الاجتماعات لمناقشة الأعمال العسكرية ضد تنظيم الدولة بريف حلب الشمالي و الشمالي الشرقي، وذلك عند مفرق سجو قرب مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، لتنفي النصرة علمها عن العقيد ومرافقيه وتنفي أنها قامت باعتقالهم، وذلك رداً على بيان صدر من قيادة الفرقة 30 طالبت فيه النصرة بالإفراج الفوري والغير مشروط عن قائد الفرقة، وطالبت الفصائل الأخرى بالوقوف أمام مسؤولياتها.
يذكر أن مقاتلي الفرقة 30 قد عبروا من معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا في الشهر الماضي قادمين من تركيا وبلغ عدد المقاتلين 54 مقاتلاً، تم تزويدهم بـ 30 عربة دفع رباعي مزودة برشاشات متوسطة وأسلحة خفيفة وذخائر وأجهزة اتصال متطورة، وعادوا الى سوريا بعد قضاء 74 يوماً بالأراضي التركية تلقوا خلالها تدريبات على أيدي خبراء عسكريين أمريكان وأتراك، وتمركزت تلك القوة في قرية المالكية، بقيادة العقيد المنشق التركماني نديم الحسن والعقيد المنشق شاهر مصطفى، وكان من المقرر أن تقوم بعمليات عسكرية بمشاركة عدة فصائل أخرى وبدعم جوي من طائرات التحالف ضد تنظيم الدولة، على غرار الدعم الذي تتلقاه القوات الكردية بريف حلب الشرقي وريف الرقة الشمالي ضد التنظيم.
إلا أن جبهة النصرة عادت واعترفت بوجود العناصر لديها وأصدرت بيانا جاء فيه:
«تبنَّت أمريكا منذ ما يقارب العامين توجّهًا بزرع أذرع لها في الداخل السوري، فقام المجاهدون بفضل الله بقطع تلك الأذرع وتفويت الفرصة عليها، فأسقط في يد أمريكا، وشرعت إلى استقدام أصناف من قوات ما أسموها بـ»المعارضة المعتدلة « تندرج فيهم المعايير الأمريكية ليخضعوا لبرامج تدريب وتأهيل برعاية وكالة الإستخبارات الأمريكيةCIA»».
وجاء أيضا في البيان: «»قامت الجبهة باعتقال عدد من جنود تلك الفرقة، وثبت لدى الجبهة حقيقة مشروعهم؛ من كونهم وكلاء لتمرير مشاريع ومصالح أمريكا في المنطقة وقتالهم لـ «التنظيمات الإرهابية» على حد وصفهم، وظهر هذا جليًّا من خلال التعاون والتنسيق الذي شهده الجميع بين «الفرقة 30” وطيران التحالف والذي تدخل سريعًا للمؤازرة وقصف مواقع جبهة النصرة بأكثر من عشرة صواريخ خلَّفت عددًا من الشهداء والجرحى في صفوفنا.»»
ووجه البيان تحذيراً من جبهة النصرة للفرقة 30 قائلاً:: «»إننا إذ نحذِّر جنود تلك الفرقة من المضي في المشروع الأمريكي فلن نرضى ولن يرضى أهل السنة في الشام أن تقدَّم تضحياتهم على طبق من ذهب للجانب الأمريكي»».
من جهتها نفت وزارة الدفاع الأمريكية خطف جبهة النصرة في سوريا لمقاتلين شاركوا في برنامجها لتدريب المقاتلين السوريين ونفت الكومندر أليسا سميث المتحدثة باسم البنتاغون أن يكون أي من المخطوفين من بين المقاتلين الذين شاركوا في برنامج وزارة الدفاع لإعدادهم لمقاتلة تنظيم الدولة في سوريا.
وقالت سميث: «لن نكشف أسماء المجموعات المشاركة في برنامج التدريب والتجهيز السوري، ولكن يمكنني أن أؤكد أن ليس هناك عناصر من القوة السورية الجديدة مخطوفون أو محتجزون».
وعبارة «القوة السورية الجديدة» تستخدمها واشنطن للدلالة على المقاتلين السوريين، الذين تم التحقق منهم لاستبعاد أي عناصر متطرفة من بينهم وتلقوا دورة تدريب بقيادة عسكريين أمريكيين، ويعتقد أن المجموعة الأولى التي تضم 54 من المقاتلين المتدربين قد عبرت من تركيا إلى سوريا ويذكرأن كلفة برنامج التدريب 500 مليون دولار.
تحرير زيتون