أعلنت “منظمة أطباء بلا حدود”، الجمعة الفائتة في تقريرٍ لها، أن نحو 114 طفلاً استشهدوا وأصيب أكثر من 320 آخرين في أحياء حلب المحاصرة خلال أقل من شهر، جراء القصف الجوي الروسي والسوري.
وجاء في التقرير “تحصد الغارات الجوية العشوائية التي تشنها الطائرات الروسية والسورية أرواح الأطفال في حلب الشرقية، فقد أصيب ما لا يقل عن 320 طفلاً وقتل 114 آخرين نتيجة الغارات التي شنت في الأسابيع الثلاثة الماضية وحدها، إضافة إلى ذلك لم يحظ الأطفال بفرصة الحصول على اللقاحات الأساسية، مع ازدياد انتشار الأمراض المنقولة بالماء”.
وقال رئيس بعثة أطباء بلا حدود إلى سوريا “كارلوس فرانسيسكو”: “لقد أصبح لدى المجتمع الدولي مناعة تجاه صور الأطفال القتلى الذين يتم انتشالهم من تحت أنقاض المباني التي دمرها القصف”.
وأضاف “لقد أصبح هذا مشهداً يتكرر كل يوم، جميع أنواع الأبنية والأماكن المدنية يتم قصفها؛ كما يتم تدمير المدارس، يموت الأطفال كل يوم في مكان بات أشبه بمسرح للقتل”.
من جهته قال الدكتور “حسن نيرباني” من مديرية صحة حلب: “في السابق كان هنالك حملات تطعيم ضد شلل الأطفال تدور على جميع البيوت وبرامج تحصين موسعة في حلب الشرقية، لم تعد ممكنة الآن لعدم إمكانية وصول الإمدادات الطبية واللوجستية إلى المنطقة”.
وأضاف: “إن عدد الفرق الطبية العاملة في حلب الشرقية غير كاف أيضاً، فأعداد جرحى الحرب الهائلة تفوق طاقاتهم وأمامهم أولوية إنقاذ حياة الناس، الكثير من برامج صحة الأطفال متوقفة حالياً”.
وتابع “لا يواجه الأطفال خطر الموت فقط من القصف الجوي، بل أيضاً من محدودية أو توقف برامج الرعاية الصحية الأساسية الخاصة بالأطفال”.
كما أشار “نيرباني” إلى انتشار أمراض وأوبئة حالات سوء تغذية حادة بين أطفال أحياء حلب الشرقية المحاصرة، بسبب غياب مياه الشرب النظيفة، ونقص الغذاء وحليب الأطفال، فضلاً عن تأثر التعليم بالحصار، حيث تعرضت سبع مدارس في حلب الشرقية للقصف، إحداها قصفت مرتين وقتل أحد المدرسين”.
هذا وتخلِّف الغارات الجوية يومياً ما معدله 17 إصابة لدى الأطفال، منذ عودتها في 23 أيلول بعد وقف إطلاق النار القصير، وهذا الرقم لا يتضمن الإصابات والوفيات المسجلة خلال ال48 ساعة الماضية التي تكثف فيها القصف، وفقا لبيانات مديرية الصحة التي وثقت أيضاً استشهاد 5200 طفل منذ آذار 2011 وحتى نيسان 2016.