وضع جيش الفتح المؤلف من (جبهة النصرة – أحرار الشام – صقور الشام – جند الأقصى – فيلق الشام – لواء الحق في ريف إدلب – جيش السنة – أجناد الشام وفصائل مقاتلة أخرى) قوات النظام والمليشيات الموالية لها، في موقف لا تحسد عليه مجدداً، بعدما شن هجوماً كبيراً على تمركزات لقوات النظام والمليشيات الموالية لها، وذلك لتحرير ما تبقى من معاقل النظام في ريف ادلب الغربي وسهل الغاب بريف حماة الشمالي
يتحدث أحمد الأحمد أحد إعلامي جيش الفتح و فيلق الشام عن مجريات المعركة:
بدأت المعركة بالتمهيد بالأسلحة الثقيلة من مدافع ال 57 وصواريخ الغراد ومدافع ثقيلة محلية الصنع من جهنم ومدمر والفيل، واستمر التمهيد لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة على كافة القرى والتلال التي تتمركز بها قوات النظام على طريق ادلب – اللاذقية، تلاها مباشرة عملية اقتحام لكل من تل خطاب وهو قطاع لجبهة النصرة، وتل أعور،قطاع لجند الأقصى، وقرية سلة الزهور قطاع لأجناد الشام، أما تل غزال وتل حكمة كان قطاع لفيلق الشام، ومن الجهة الغربية لهذه التلال قرى الكفيرة والمنشرة و العلاويين كانت من قطاعات أحرار الشام وغيرها من الفصائل الأخرى المشاركة بالعملية.
وبدأ الاقتحام من قبل جميع الفصائل عند ساعة الصفر المحددة التمهيد والاشتباكات العنيفة بدأت تتهاوى التلال والقرى بشكل سريع وتتالت الانهيارات في صفوف قوات النظام، ليسيطر جيش الفتح على مساحة ثلاثين كيلو متر مربع وأكثر من 23 حاجز وتلة وقرية في ريف ادلب الغربي ومنها تحرير قرية تل الأعور وتل الشيخ الياس جنوب جسر الشغور وتل واسط في سهل الغاب وأيضاً حواجز جنزارة وتل المنطار وتلة خطاب والمشيرفة وتل حمكة وقرية سلة الزهور وفريكة وقرية الكفير ومحطة سد زيزيون الحرارية وقرية الزيارة و التنمية وبذلك التقت تلك الفصائل على ثلاثة محاور إستراتيجية وهي محور ادلب وحماه واللاذقية وأصبحت القرى الموالية للنظام أمامهم مباشرة ابتداء من قرية جورين و وصولاً لمعاقل النظام في القرداحة.
وبسيطرة جيش الفتح على تلتي الأعور والشيخ الياس قرب جسر الشغور، يكون قد قطع نصف الطريق باتجاه قرية فريكة الإستراتيجية التي تعد نقطة ربط بين ثلاث محافظات هي إدلب وحماه واللاذقية.
وبحسب محللين فإن سيطرة جيش الفتح على كامل ريف مدينة جسر الشغور تضع فصائل المعارضة على بوابة معقل النظام في مدينة اللاذقية إذ أن الريف الغربي للمدينة يضم قرى علوية باتت بين فكي كماشة لمقاتلي الجيش الحر في ريف اللاذقية وجبل الأكراد قرب حدود تركيا شمالاً ومقاتلي جيش الفتح وفصائل أخرى في ريفي إدلب شمالاً وحماة وسط سورية.
وبحسب نشطاء فإن سبب الانهيارات السريعة في صفوف قوات النظام بتلك المناطق، هو أنها باتت تعتمد بشكل أساسي على تجنيد الشبان بشكل إجباري وسوقهم إلى مناطق القتال بعد تلقيهم تدريبات سريعة لا تتجاوز الشهر الواحد، كما أن معظمهم من السنة الذين يوضعون في الخطوط الأمامية بحيث يبقى المقاتلون العلويون في الخطوط الخلفية بعيدا عن الخطر وذلك عن طريق المحسوبيات والواسطة المتفشية منذ القدم في صفوف قوات النظام.
في جانب الآخر إمتلاك قوات الجيش الحر المشارك مع جيش الفتح على أسلحة نوعية تمثلت بصاروخ التاو الذي حرم النظام من استخدام دباباته وجعلت من دباباته أهدافا سهلة له كما بينت ذلك العديد من الفيديوهات التي نشرت وتظهر احتراق مدرعات النظام بفعل صاروخ التاو.
و باءت كل محاولات النظام ودفاعه الوطني لوقف تقدم «جيش الفتح» بالفشل، خصوصاً في إدلب وريفها، مما أدى لاستقدام مقاتلين أجانب ليقاتلوا عوضًا عن جنود النظام، عدا عن مشاركة مئات من مقاتلي ميليشيا «حزب الله» في معارك عديدة وأبزرها معارك « قمة النبي يونس». حيث وثق نشطاء تسجيلات عبر أجهزة اللاسلكي، مشادات كلامية بين عناصر «حزب الله» وأفراد جيش النظام. كما شهدت العمليات العسكرية التي حصلت مؤخراً في جبل التركمان بريف اللاذقية مقتل العديد من الأفغان في تلة عثمان وتلتي الكنديسية وتلة جورة الماء، التي عادت خلال الساعات الماضية إلى سيطرة «جيش الفتح».
وقال أحد قادة جيش الفتح أن من أهم أسباب النصر في هذه المعركة هو التنسيق والتخطيط بين الفصائل المشاركة والتصميم من قبلهم على تحريرها اذ أن قوات النظام قاتلت بشراسة مختلفة عن المعارك التي سبقتها في ادلب نظرا لقربها من القرى التي تعتبر خزان النظام البشري في الساحل السوري الا أن اصرار جيش الفتح وارادته كانت حاسمة في تحرير سريع.
وعلى أبواب جبال الساحل السوري يقف مقاتلو جيش الفتح والفصائل الأخرى اليوم بعد عمل طويل بدأً من معارك مدينة ادلب وانتهاءا بمعركة ريف جسر الشغور وسهل الغاب، لكن ثمة تساؤل يطرح بين الأوساط الشعبية عن عجز تلك القوة الكبيرة من اقتحام بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين واللتان تعدان معقلا وخزانا لمليشيات النظام الطائفية في محافظة ادلب، وخصوصاً بعد فشل محاولات العديد من الفصائل ومن بينها جبهة النصرة وجند الأقصى مؤخراً في اقتحام هاتين البلدتين على الرغم من قصفهما بعشرات الصواريخ والقذائف محلية الصنع تزامناً مع محاولات النظام وميلشياته الشيعية اقتحام مدينة الزبداني بريف دمشق،
فقد كان لافتا خفوت الحماس الشعبي لهذا التحرير وذلك بسبب تطلع الاهالي في المناطق المحررة الى قريتي الفوعا وكفريا بعد ان كانت عدة فصائل قد توعدت بتحريرهما نصرة للزبداني.
وتخوف البعض الأخر من تكرار سيناريو بلدتي نبل والزهراء الشيعتين بريف حلب الشمالي، الأمر الذي أرجعه البعض الأخر الى ضغط كبير من الدول الإقليمية على قوات المعارضة لمنعها من التقدم الى المناطق التي يوجد فيها أقليات خوفاً من وقوع مجازر بحق تلك الأقليات من قبل الجيش الحر وجيش الفتح الذي أكد أكثر من مرة عدم تعرضه لمن لم تتلوث يديه بدماء السوريين.
محمد علاء