جريدة زيتون
في الوقت الذي جهدت فيه موسكو في إبداء حرصها على فتح قنوات تواصل مع الكرد السوريين، مشيدة باستمرار بدور ميليشيا وحدات حماية الشعب (الجناح العسكري للحزب الاتحاد الديمقراطي) في محاربة تنظيم “داعش”، بدت الأوجه الجديدة للتعاون، وربما المخفية في الجانب الآخر منها في قتال الفصائل المعارضة، في المرحلة الأولى ضمناً، وصولاً إلى إخراجها للعلن.
حرب القطبين (الأمريكي والروسي) لجلب الأكراد إلى حضن كل منهما كان سببه الثقل الذي يشكله المكون الكردي المسلح خاصة في شمال سوريا وشمالها الشرقي، حيث يتجاوز تعدادهم 100 ألف إذا ما أخذ في الاعتبار “وحدات الدفاع النسائية”، وهو ما دفع كل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا على استقطابهم لتأثيرهم في سير المعارك هناك، وربما تحريك اللعبة أكبر من خلالهم، وفق ما يرى مراقبون.
إلى ذلك، أفادت مصادر ميدانية لـ”زيتون” باشتراك قوات عسكرية تتبع جيش الأسد وميليشيات موالية له من جهة ومجموعات من الوحدات الكردية من جهة أخرى في القتال معاً ضد فصائل المعارضة شمال حلب.
وذكرت المصادر أن ميلشيات من جيش النظام وأخرى تتبع الحرس الثوري الإيراني قاتلت بصف واحد مع ميليشيات الوحدات الكردية، مساء أمس وحتى فجر اليوم، على محور معامل الشقيف شمال شرق حي الشيخ مقصود الواقع شمال مدينة حلب، في مواجهة الفصائل المعارضة.
وبحسب المصادر فإن اجتماعات عقدت الأسبوع الماضي في المحور الجنوبي من حي الشيخ مقصود، ضمت ضباطاً من الباسيج الإيراني والحرس الثوري وآخرين من جيش النظام واستخباراته العسكرية، بالإضافة لممثلين من ميليشيا الوحدات الكردية، التي تشكل القوة الضاربة في ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية”، وهي التي يتهمها ناشطون بأنها تسعى إلى استثمار الثورة السورية لإقامة إقليم شبيه بإقليم كردستان العراق، وذلك كخطوة نحو تحقيق حلم الدولة الكردية.
وتشير مجموع المصادر المتقاطعة إلى أن الوحدات الكردية ليست في حالة عداء مع النظام، بل على العكس فقد سجل تعاون عسكري بينهما في مراحل عديدة من عمر الثورة السورية، بالمقابل فإن علاقة هذا التنظيم الكردي متوترة مع معظم فصائل المعارضة وبخاصة في مناطق حلب، وقد سجلت على مدار الأشهر الماضية مناوشات بينهما خاصة في محور الشيخ مقصود، إلا أن الجديد في الأمر هو القتال الإيراني – النظامي – الكردي في جبهات واحدة ضد الفصائل المعارضة.
