زيتون – عبد الرزاق كنجو
لا تَـقـطَعـنْ لِـرَبَـابَـتِـكَ الـشَّـعـرَ
مِـن ذَيــلِ حُـصَـانـي !
فـقَـد أخـرَسَــهـا الـوَيـلُ .. وعَــتـم الـلّـيـل
وهـجـران الـعَـتَـابـا وأهـوال الـمِـحَـنِ .
…………
تَـشَــقّـقَـت شـامِـخَـات الـخَـيـزُرَانِ
وأعــواد الـقَـصَـبْ .
مَـزّقَـت مـاجِـدات الـحَـيّ سِــتـرَ صُـدورِهِـنّ ..
بَـعــدَ حِـنّــاءِ الـيَـمَـن
عَــفّــرنَ إســبَـال شُــعـرِهِــنّ الـمُـخَـضّـبِ ..
بِــرَمَـادِ مِـنـقَــلِ دِلالِ ..
مَـضـافَـتـنـا .. الأحــدَبْ .
…………
سَــأجـمَـعُ بِـصَـوتـيَ الـعـالـيَ ..
الـخُـرسَ والـعـمـيــان .
وحَـسـنـاوات ( يـوسُــف ) .. والــزّبّـاءِ
وحـفّــار الـقُـبــور .. وبـائـع الأكـفــانِ ..
عــلـى أنـغَــامِ أورنِـيـنَـا ..
ومُـلـوك الـجّــان .. والـطّــرَبْ
…………
فـي عــرسِ الـنّـصـرِ الـمُـؤَزّرِ
قـد تَــرونَــهُ ــ يـومــاً ــ بَـعـيــداً ..
وأنَــا أرَاهُ الأقـــرَبْ .
…………
أرضــيَ الـتـي اعــتــادت عــلـى هِــبَــبِ الـحــنـطــة
مــنــذ بــدءِ الـخــلــقِ والـتّــكـويـن
لــن تـَغــفـــر لـلــزّيــوان
بـأن يـشــاركـهــا الإبَــاء
فــي انـحِــنَــاءةِ الـقَــدَاســةِ ..
لـلــبـُطـون الـجّــائـعــةِ .
فَـصِـلـصَـالُـهَــا مِـن حَـمَــأٍ مَـسـنُـون .
…………
هــي مـن حَـمَـأٍ
لا مـكــان فـيــهــا .. لـلـخَـمـطِ والأثــلِ ..
والـحــنـظــل والــزّقّــوم .
إنّــهــا طـعــام ( الـوافـــد ) الـمـحـتَـلّ ..
الـغَـازيَ الأثـيـــم .
…………
رَمَــت لـكَ ( حــواء ) تـفّــاحـتـهــا
مــن قـطـاف أشــجـار الـشّــامِ .. يـا ( آدمـنــا ) .
وَحـطّـت عــلــى طُــهــرِ تـرابـهـا .. ( مريـم ) .. طـفـلـهـا
تـحـت الـنّـخـيـل الـمـقـيـم .
…………
انـحـنَـت (حـواء ) بـفـارعِ قـامـتـهــا
و خَـطّـت لَـنـا الأبـجــديّــة
بـطــرْفِ سَــبّـابـتـهــا
وَ تَـسَــابَـقَـتِ .. مـع الـسَّـبـقِ ..
إلـى الـصّـخــرةِ الـصّـمّــاء
لـتَـرســمـهــا .. نَـقــشَــاً مُـزَخـرَفَــاً ..
وَ نـُطـقـاً غَــنّـتــهُ (أورنِـيـنَــا )
لَــحــنَــاً .. و تَــرتِـيــلا .