زيتون – اسامة العيسى
يحوي مخيم «الأزرق» في الجانب الشرقي من الصحراء الأردنية على ما يزيد على 18 ألف لاجىء جميعهم من السوريين، يعيشون جميعاً في كرفانات مقدمة من المفوضية العليا للاجئين بدعم من بعض دول الخليج العربي وبعض الدول الأخرى، فيما يستعد لاجئو الأزرق لاستقبال شتاء مرير هذا العام في أجواء باردة للغاية.
ويعيش لاجئو مخيم الأزرق للاجئين على مساحة تقدر بنحو 7ر14 كيلومتر مربع، ويشتمل المخيم وفق تنظيمه الإداري على 8029 وحدة سكنية ومستشفى يتسع لـ130 سريرا، ومدرستين تتسع كل منهما لـ5 آلاف طالب وطالبة على فترتين، بالإضافة إلى بعض الملاعب للأطفال، ومكتبة، ومراكز الدعم النفسي والاجتماعي، وفق ما تصرح به السلطات المحلية.
من جهة مقابلة، يعاني سكان المخيم من ظروف صحية سيئة للغاية نتجية البيئة السيئة وبرودة الطقس الشديدة، حيث يفتقر المخيم إلى وجود أي نوع من الخدمات الطبية النوعية، فضلا عن إشكالية عدم توفر الكهرباء والمياه الصالحة للشرب، بينما يقوم الاجئون أنفسهم باستجرار المياه من مسافات بعيدة والاعتماد على الوسائل البدائية للإنارة على أنفسهم في اللليل.
تمام علوان، لاجئة في الأزرق، تقول: «لا يوجد لدينا في الكرفان الذي نسكن فيه أغطية كافية، ولا وسائل تدفئة، أرض المخيم ترابية، شبكات كهرباء عشوائية قد تودي في لحظة من اللحظات لا قدر الله إلى مصيبة، الناس قلقة على حالها، كما أن العودة للوطن غير معلومة التاريخ، والحال الآن سيء للغاية».
أيضاً، سليمان الحريري، لاجىء سوري من محافظة درعا في المخيم، هو أب لـ4 أطفال أكبرهم سناً حنين عمرها 11 عاماً، يقول: «هربت بأولادي وزوجتي من الموت ليلقوا الموت من جديد في مخيم يفترض أن تتوفر فيه أدنى مقومات الحياة، لا ماء هنا ولا شبكة كهرباء، بل مولدة توزع على المخيم، هنا كل شيء من مقومات الموت موجود، في سوريا قصف وهنا برد وجوع.. أمطرت السماء علينا ونحن لم ندخل فصل الشتاء، فطافت الخيمة بي وبأولادي، فماذا عن الشتاء الحقيقي.. ماذا سيحل بنا.. أنا شخصياً لا أدري ماذا سيحصل».
من جانبه، يقول الناشط أغيد مسلماني: «يوجود في مخيم الأزرق حوالي 19 ألف لاجئ هم بأمس الحاجة إلى رفع سوية الخدمات المقدمة المتمثلة في إيصال التيار الكهربائي إلى مساكنهم فضلاً عن شبكات المياة وتنظيم الشوارع وتعبيدها»، وأضاف «برنامج الأغذية العالمية كان يقدم سلة غذائية شهريا لكل عائلة، إلا أنها توقفت منذ بداية العام 2016، من جهة مقابلة الناس وضعها تعيس للغاية من الناحية المعيشية، إذ أن المبلغ الشهري الذي تقدمه المفوضية والبالغ 20 دينارا أردنيا لكل لاجئ لا يكفي لسد حاجات الفرد الأساسية، فكيف بمن معه عائلة مكونة من 7 أو 8 أشخاص!!».
ويوجه مسلماني دعوة لكل المنظمات الإنسانية وعلى رأسها الأمم المتحدة ولكل من يستطيع عمل أي شيء قبل اقتراب البرد القارس على السوريين في مخيم الأزرق إلى العمل بمستوى أكبر لتدارك ما وصفها بـ»الكارثة» التي تهدد اللاجئين نتيجة نقص التدفئة والبيئة الصعبة، فضلاً عن نقص الأغطية ومقومات الحياة من كهرباء وماء.