خاص زيتون
انتشرت مهنة الفسيفساء في مدينة كفرنبل، كغيرها من مدن وبلدات إدلب، منذ عشرات السنين وتعتبر من أهم الحرف اليدوية في المدينة ويعمل بها ما يقارب من 4000 شخص، وفقاً لإحصائية أجريت منذ سنوات، شملت ورشات ومعامل المدينة.
ومع زيادة القصف العشوائي لقوات النظام على المدينة ونقص في المواد الاولية اللازمة لصناعة الفسيفساء اضطر عدد من أهالي المدينة للنزوح إلى مناطق مختلفة وأهمها تركيا ونقلوا معهم حرفتهم لتكون مهنةً تعود بالربح وتسدّ الاحتياجات المالية لكثير من العائلات.
يقول فريد العثمان مدير مشغل فسيفساء في مدينة كلّس، والذي افتتح عدداً من المعارض في مدن وبلدات تركية: عانينا كثيراً بسبب ارتفاع أسعار بعض المواد الأولية، بعد اندلاع الثورة، وبات من الصعب الحصول على بعض المواد المستوردة فضلاً عن القصف المستمر وصعوبة المواصلات، ولّدت خوفاً لدى الزبائن أيضاً، لأن التأخير في استلام البضاعة يسبب لهم مشكلات مادية.
ويتابع: الأمر الذي انعكس سلباً على الحياة الاقتصادية في كفرنبل، مما اضطرنا إلى النزوح إلى تركيا لاستكمال عملنا، وبدأنا بعمل دورات لتعليم هذه الحرفة في المخيم للشباب من أبناء ريف إدلب، حيث كانت الفكرة الرئيسية هي نشر هذه الحرفة في المخيم من أجل أن يستفيد منها السوريون لتعينهم في غربتهم ويعتاشوا منها.
الفكرة والدورات تطورت ليطلق السوريون هناك معارض تحضرها شخصيات تركية وعدد من المهتمين، وكان العثمان مديراً لكثير من المعارض، يقول: بدء التجهيز لأول لمعرض في 2013/12/1 عبر مجموعة من الشباب ممن سبق لهم العمل بهذه المهنة حيث أن غالبية أبناء مدينة كفرنبل لهم خبرة سابقة بهذه الحرفة، وكان للجانب الرسمي التركي دوراً هاماً حيث قدم كافة التسهيلات المادية والمعنوية لتأسيس المشغل وأمّن لنا كافة المواد الأولية اللازمة، ولهم فضل كبير في افتتاح هذا المعرض، وكان والي مدينة كلس ووالي المخيم على إشراف مباشر.
وافتتح العثمان معرضه الأخير، في 2016/9/18، وضمّ مئات اللوحات الفنية المختلفة، بحسب القائمين عليه، وأهمها تلك اللوحات التي تجسد الواقع والالم السوري.
أحمد الخطيب أحد المشاركين بالمعرض يقول:كان هدفنا نقل معاناتنا إلى العالم وهناك لوحات تجسد حالة النزوح وآلامها والحنين إلى الوطن فضلاً عن اللوحات التي تجسد الحب زمن الحرب وصور للشهداء وبعض اللوحات التاريخية واللوحات الاجتماعية العامة ولوحات فنية متعددة وصور لمسؤولين أتراك تقديراً منا لما يقدمونه للشعب السوري في محنته وهناك لوحة تحمل صورة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو يحمل الهاتف ويدعو الأتراك للنزول إلى الشوارع دعماً للديمقراطية.
وحضر الافتتاح معاون رئيس الوزراء التركي وعدد من المسؤولين الاتراك وحشد شعبي وإعلامي.