زيتون – عز الدين زكور
بعد أن تقطعت بهم سبل الوصول لجامعاتهم وإكمال دراستهم وبعد ازدياد وتيرة الحرب، وبعد أن ضاقت بهم الأرض بفرصة عمل تكون ملائمة، لجأ المئات من الشباب السوري المثقف لفرصة عمل كانت الأخيرة بالنسبة لهم حسب قولهم .
” عَتَّال في باب الهوى” لم يكن لدي سوى هذا الخيار، وخاصة بعد أن استحال ذهابي للجامعة لتخلفي عن الجيش، ولم أجد فرصة عمل أخرى، والكلام لأبو عرب، طالب جامعي وأحد عمال باب الهوى حاليا، الذي تابع: لا أخفي أن الأمر آلمني في البداية، كنت دوما أتذكر السنوات الطوال التي أفنيتها في الدراسة والتحصيل العلمي و”بالآخر نهايتي هون” أنا وعشرات الشباب الجامعي المثقف،ليس تكبراً على العمل ولكن أظنها هي لعنة الحرب ومرارتها، لن أنسَ أول يوم قمت بتنزيل سيارة طحين، رجعت للبيت منهكاً قررت أني لن أرجع للعمل، ولكن فجأة وبحركة غير اعتيادية سارعت لكتبي الجامعية ورميتها بالمدفأة وحرقتهم، لا أعلم لماذا، وبعد أسبوع عدت للعمل ومازلت حتى يومي هذا.
بعد أن هاجرت آلاف العائلات من مختلف المناطق السورية لريف إدلب والمخيمات وتركت وراءها بيوتها وأرزاقها وأعمالها، لم تجد سوى هذا الباب مصدراً للرزق.
أبو أمل، عامل في باب الهوى يقول:بعد أن هجرنا من مدينتنا وقدمنا للضيعة لم نجد فرصة عمل سوى باب الهوى أنا وأخوتي الستة، فسارعنا للعمل لتأمين معيشتنا وكان نوعاً ما مناسباً فضلاًعن كونه عملنا السابق في مدينتنا، يروي معاناته بطريقة أقرب للفكاهة يقول: آه لوتشوف كيف بـ ”مربعينية الشتي وتحت البرد والمطر والتلجنطلع بسيارة مكشوفة لنوصل للمعبر” و يضيف ”أصعب الشي تحميل الشمينتو في الصيف، والفروج المجمد بالشتي”.
ويبقى الأطفال الذين قست عليهم الحياة واضطرتهم للذهاب لهذا العمل وضع خاص، حيث يتعرض الكثير من الأطفال للخطر أثناء دخول ساحة المعبر بطريقة غير شرعية لأنهم تحت السن القانوني، فيلجؤون للاختباء في الشاحنات أو يتسللون عبر الجبال ومنهم من ينام لليوم التالي في المعبر ليوفر عليه عناء الدخول، رغم الجهود الحثيثة التي تبذلها إدارة المعبر من الجانبين السوري والتركي للحد من هذه الظاهرة .
في هذا السياق سعت إدارة المعبر لتنفيذ الكثير من الخطوات التنظيمية والتحسينية المتعلقة بساحة العمل وعمال المعبر، بحسب ما قال عمار الزير، عضو مكتب الإعلام في معبر باب الهوى، الذي تابع:تمّ تنظيم حركة العمالة في المعبر من خلال بطاقات خاصة تُمنح للعمّال للدخول الى المعبر حتى ساحة “الطبّون” في المعبر التركي وكل عامل يتقدّم للعمل في المعبر تتم دراسة أحواله وسلوكه قبل منحه بطاقة العملبالإضافة لقيام إدارة المعبر بصيانة الساحة الخاصة بتفريغ البضائع من خلال تزفيتها وتنظيمها .
وأوضح أن هناك حالات نادرة بأولاد أعمارهم بال 15 سنة يعملون لإعانة عوائلهم بعد موت آبائهم .