زيتون – ياسمين محمد
قال الناشط «محمد خير» ل «زيتون»، حول وضع اللاجئين السوريين في مصر، «باختصار الموت هون بمصر ببلاش، الطب فاشل.. التعليم فاشل.. خوف ورعب.. ونظام السيسي رجعنا لذل بشار غصب عنا، حتى الدفن صار بدو ورقة لا مانع من السفارة، وصرنا نحلم باتصال المفوضية».
التأثير السياسي:
أوضح «محمد» أن وضع السوريين في بداية الثورة زمن الرئيس السابق «محمد مرسي»، كان جيداً للغاية، وأن «مرسي» أصدر عدة قرارات لصالح اللاجئين السوريين من بينها «معاملة السوري كالمصري بتكاليف الدراسة»، وبفضله دخل آلاف السورين الجامعات والمدارس المصرية.
وبعد نجاح «السيسي» بالانقلاب ووصوله إلى سدة الرئاسة، تغير حال السوريين من كافة النواحي «الإقامة، التعليم، اوراق الرسمية، وحتى الدفن»، كما أن الكثير من الجمعيات الخيرية التي كانت تساعد السوريين تمّ إغلاقها زمن «السيسي».
التعليم:
حدث تضييق كبير على السوريين، من حيث التسجيل، وملاحقة الإقامات، كما أن الواقع التعليمي سيء، التدريس سيء، لا يوجد شيء مثلما كان في سوريا، لا يوجد إلزام للطلاب بالدوام، المخدرات منتشرة في المدارس.
بالنسبة للجامعات بقيت على ما كانت عليه أيام «مرسي» ولكن القرار لم يشمل الدراسات العليا.
الطب:
تدعم المفوضية اللاجئين السوريين طبياً بنسبة مقبولة من الناحية المادية، ولكن مستوى الكشف والعلاج والدواء متدني جداً، فضلاً عن انتشار أمراض وأوبئة مثل «فيروس الكبد سي» الذي هدد مستقبل وحياة السوريين الصحية في مصر وانتشر بشكل كبير، نتيجة انتشار الحشرات الضارة، والمخدرات وخاصة في المدارس.
وباختصار الأمور التعليمية والصحية في مصر فاشلة ومدمرة، الأمر الذي ينعكس على الأجيال السورية المقيمة في مصر.
الأوراق الرسمية:
أصبحت كل الدوائر الرسمية تطالب السوريين بورقة من السفارة السورية، وبات يتوجب على السوري قضاء ليلته على أبوابها حتى يتمكن من الحصول على الأوراق المطلوبة، والتكاليف ارتفعت وكانت تُدفع بالجنيه المصري وأصبحت بالدولار الأمريكي، فضلاً عن الإهانات التي يتعرض لها من قبل الموظفين.
كما أن المعارضين للنظام، وجلّهم من هذه الفئة، لا تمنحهم السفارة الأوراق الرسمية، وحتى الخاصة بالدفن، فحتى دفن الموتى في مصر يحتاج ورقة لا مانع من السفارة السورية، فتخيل الحال عند موت معارض أو أحد أقربائه!.
الاستغلال والخوف والرعب:
بات الشباب المصري كله يرغب بالزواج من الفتيات السوريات، إضافةً لحالات الاستغلال وحالات السرقة التي كثرت في مناطق تواجد السوريين، وحالات خطف الأطفال، ناهيك عن كون القاهرة أول مدينة في العالم بالتحرش الجنسي، وقد حصلت عدة حالات خطف واغتصاب للفتيات السوريات.
في النهاية ختم «محمد» بقوله الإيجابية الوحيدة هي أن الحياة في مصر أقل تكلفة منها في بقية دول اللجوء، وأن الأمر بالنسبة للشعب المصري مختلف كلياً عن الحكومة، فالشعب طيب ومتعاون ومتعاطف ولا يوجد إساءة للسوريين على الرغم من محاولة النظام والإعلام المصري شيطنة السوريين، والأهم لا يوجد مخيمات للاجئين السوريين في مصر.
وأضاف «باختصار شديدٍ جداً لا خيار أمام السوريين الموجودين في مصر أمام إغلاق كافة الأبواب بوجهنا، كما أننا تأقلمنا مع التضييقات الحكومية على اعتبار أننا لسنا بأفضل من أهلنا الذين يعانون الحصار والقصف والاعتقال والموت، وحياتنا هنا انتظار على أملٍ باتصال هاتفيّ من الأمم المتحدة قد ينقلنا إلى واقع أفضل».