قالت “منظمة العفو الدولية”، إن الهجوم الذي وقع مساء الاثنين الفائت، على قافلة الإغاثة التي أرسلتها الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري إلى 78,000 شخص في حلب يشكل انتهاكاً صارخاً للمبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني.
ونقلت المنظمة عن شهود عيان، “إن القافلة، الى جانب مستودعات الهلال الأحمر العربي السوري، قد قُصفت بكثافة لمدة ساعتين مساء يوم الاثنين، الأمر الذي زاد الشكوك في أن قوات الحكومة السورية استهدفت عملية الإغاثة بشكل متعمد”.
كما أكّد أحد عمال الإنقاذ في أورم الكبرى لمنظمة العفو الدولية: “إن التفجيرات تركزت فقط في جوار مركز الهلال الأحمر، البعيد عن أي وجود عسكري”، وقال “لم أتمكن من إطلاق عملية بحث وإنقاذ إلا بعد انتهاء القصف…الذي استمر لمدة ساعتين على الأقل.”
وقالت المنظمة نقلاً عن شهود قابلتهم، “إن عدداً متنوعاً من الطائرات، من بينها طائرات مروحية وطائرات نفاثة روسية الصنع، اشتركت في قصف مدينة أورم الكبرى الواقعة في غرب محافظة حلب، وقد تم تدمير 21 شاحنة من أصل 31 شاحنة في القافلة تدميراً كلياً أو جزئياً”.
وأكد الناشط الإعلامي “أبو هيثم”، أنه سمع صوت طائرة حربية في المنطقة، قبل أن يتوقف القصف ويرى النيران المشتعلة في عدد من الشاحنات التي كانت تحمل شعار المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويرى جثث رجال ملقاة على الأرض، قيل له أنهم سائقي الشاحنات والمتطوعين.
من جانبه قال مدير البحوث وأنشطة كسب التأييد للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية “فيليب لوثر”، “إذا كانت القافلة قد تعرَّضت لهجوم متعمد – وهو ما يبدو كذلك- فإن ذلك يعتبر جريمة حرب أخرى ارتٌكبت على يدي الحكومة السورية”.
وأضاف “كما أنه يُظهر كيف يدفع المدنيون في سوريا أرواحهم منذ خمس سنوات من الإفلات التام من العقاب على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بصورة منهجية، وإلى أن يُظهر المجتمع الدولي جدية بشأن تقديم مرتكبيها إلى ساحة العدالة، فإن هذه الجرائم الفظيعة ستستمر بشكل يومي”.