خاص زيتون
في الوقت الذي خرج به أهل داريا تحت ضجيج الإعلام ووسط أنباء عن مصالحات في المعضمية وحي الوعر يعود أهالي جرابلس إلى مدينتهم بلا ضجيج، وتقول بعض المصادر أن عدد سكان المدينة قد تجاوز العشرون ألفاً بعد أن كانوا بضعة آلاف أثناء سيطرة داعش على المدينة.
ورغم افتقار المدينة للخدمات الأساسية وحجم الدمار الكبير بها إلا أن النازحين في المناطق المجاورة لها وبعض اللاجئين في تركيا عادوا إليها بعد أن تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي أسئلة تستوضح مدى إمكانية العيش في المدينة ووضعها الامني، وكان “أوكتاي باهججي” مدير دائرة الهجرة في ولاية غازي عنتاب قال: إنّ 250 لاجئاً سورياً تقدّموا بطلبات رسمية من أجل العودة إلى مدينة جرابلس، معرباً عن توقعاته بأن تزيد طلبات العودة خلال الأيام القادمة.
لكن ما يزال الحذر في العودة هو الغالب على الناس في ظل عدم وضوح مستقبل الوضع الأمني والإداري، رغم ما قامت به تركيا من تزويد المدينة بالكهرباء والماء لاسيما بعد زيارة رئيسة بلدية عينتاب فاطمة شاهين وما قدمته من وعود بمساعدة الأهالي للعودة إلى منازلهم بأسرع وقت ممكن، وتأكيد نورسال حاقير أوغلو مساعد والي غازي عنتاب على العمل لتأهيل المدينة وإيصال الخدمات والمواد الأساسية إلى جرابلس.
ويتحتم على السوري الذي يرغب بالعودة إلى جرابلس تسليم بطاقة الحماية المؤقتة «الكملك» للسلطات التركية ما يسقط حقه في الدخول إلى الأراضي التركية مرة أخرى وهو ما يخيف اللاجئ السوري، وهذا ما أكده “خليل شاشماز” المسؤول في وزارة الجمارك والتجارة التركية، إلى وجوب مراجعة اللاجئين السوريين الراغبين في العودة إلى بلادهم، دائرة الهجرة واللجوء وإتمام إجراءات الخروج، قبل التوجه إلى المعابر الحدودية.
ومن الواضح أن جرابلس لن تكون مركزاً لمؤسسات المعارضة السياسية والعسكرية، فالمجلس المحلي في المدينة والذي طلب من الأهالي الرجوع إليها والمساهمة في بنائها طالب الفصائل بإخلاء المدينة من المظاهر العسكرية تنفيذاً لقرار سابق لها، وفي جانب آخر منعت السلطات التركية رئيس الحكومة السورية المؤقتة من دخول المدينة، ما قد يكون اتفاقاً تركياً روسياً بعدم جعل المدينة منصة للمعارضة وإبقائها ملاذاً للمدنيين فقط.
في نفس السياق قام أعضاء ونشطاء قوى الحراك الثوري بعقد لقاء تشاوري في جرابلس اثر تحريرها وجاء في البيان اللقاء «ن لقائنا في هذا المكان جاء ليعبر عن مدى سعادتنا بتحرير هذه المدينة من كل أنواع الإستبداد والإرهاب، وأن ما زاد في سعادتنا أن من حررها هم الثوار الأحرار أبطال الجيش السوري الحر بدعم ومساندة له من الأخوة الأتراك أخوة المصير المشترك».
وقال يسار باريش عضو قوى الحراك الثوري لـ «زيتون»:
إن الزيارة جاءت للتأكيد على عدة نقاط أهمها ثقتنا الكبيرة بالجيس السوري الحر ورفضنا لمصطلحات غرب الفرات وشرقه والتمسك بوحدة الأرض السورية كما نؤكد على رفض التطرف بكل أشكاله (الديني والعرقي) وأن ما يربطنا كثورة مع تركيا هو مصالح مشتركة ونحن نعتبر أن هذه الأرض هي تحت سيادة الجيش الحر.
يبقى لنا أنها مدينة سورية تحررت بمشاركة الجيش الحر ومحرمة على طيران النظام والروس وقد تكون الملاذ الوحيد الآمن للسوريين بانتظار تحرير مدنا أخرى.