تحرير زيتون:
ينتظر الآلاف من السوريين حالياً ما سيتمخض عن الاتفاق الروسي – الأمريكي من نتائج بعد فرض هدنة في البلاد بدأ سريان مفعولها قبل أيام، في وقت يشكك فيه آخرون بجدوى الجهود المبذولة على الصعيد الدولي والمحلي لتلافي مزيد من الحرب في سوريا، مؤكدين أن الإيمان بنزاهة الأطراف الدولية المتحكمة بالملف السوري ككل هو إيمان مشكوك فيه كلياً.
“زيتون” استطلعت جانباً من آراء السوريين على الاتفاق الذي أعلن عنه بين الأمريكان والروس والذي بدا مباركاً من الأطراف الفاعلة في الملف السوري إقليميا ودوليا، حيث تراوحت الآراء بين مؤيدة له ومعارضة، فيما التقت في مجموعها بالمجمل على أولوية وقف سفك الدم السوري على امتداد أرض البلاد، لكن دون التنازل عن الثوابت الثورية، وفي مقدمتها رحيل النظام المتمثل برأسه بشار الأسد، وهو ما خالفه حلفائه الروس، الذين هم طرف في الاتفاق، ودعوا المعارضة وحلفائها إلى إبداء “حسن نية” في الاتفاق من خلال التخلي عن شرط رحيل الأسد في أية مفاوضات مرتقبة.
نهاد محمد علي، من دمشق، طالبة جامعية، تقول: “لا شك في أننا بحاجة حالياً لأن نتعلق بأي أمل في سبيل وقف نزيف دماء السوريين، أنا أوجه كلامي هذا للساسة في سوريا والدول الفاعلة وكذلك إلى السوريين جميعاً، قد لا يكون الاتفاق الذي نتجت عنه الهدنة منصفاً، لكننا يجب ان نتحلى بالصبر لأن البلاد تمر بمرحلة تاريخية عصيبة، يومياً هناك العشرات من السوريين يقتلون على يد بعضهم البعض، في النهاية هؤلاء هم من أبناء البلد وليسوا غرباء عنها. أما عن الغرباء فأنا لا أقبل كسورية بوجود أي منهم على أرضنا سواء كانوا مع النظام أو المعارضة على حد سواء”.
ويرى سامي عيسى، وهو لاجئ في مخيم الزعتري في الأردن من درعا أن “المطاف بلغ بالسوريين لأنهم أضحوا سلعة تباع وتشترى ولأنهم خرجوا من وطنهم ومن يخرج من وطنه يصبح بلا أي ثمن”، ويضيف قائلاً: “نحن ندعو الله في كل ساعة وفي كل لحظة أن يفرج عنا كربنا وينهي ما نحن فيه من مأساة. أنا مع الاتفاق لأنني مهجر عن بلدي وأريد العودة، ببساطة أنا لا يمكنني أن أتخيل أن أبقى هنا وسط الصحراء إلى ما لا نهاية، من حقي وحق كل السوريين أن نرى النور في بلادنا، كفانا حرب … كفانا دماء!!”.
ويخالف إبراهيم حلواني من حلب ما يراه غيره بالقول: “الاتفاق الروسي الأمريكي هو أشبه بأكذوبة كبرى تكللت فيه مؤامرة الأمريكان والروس على الثورة السورية فقط من أجل وأدها. هم يريدون منا أن نقف عن النضال. أن نقف عن قتال النظام السوري وما لف لفيفه من ميليشيات طائفية لأنهم يعلمون أن مصالحهم ستنهار إذا انهار النظام وسقط الأسد، لكن نحن لم ندفع ملايين الشهداء والمعتقلين والجرحى والمهجرين لكي نقف في منتصف الطريق.. لا أنصاف ثورات في العالم أجمع..”.
سماح شعبان، من القنيطرة، ناشطة في مجال حقوق المرأة تقول بدورها: “من غير المعقول إذا نظرنا إلى الاتفاق الذي جرى الإعلان عنه على أنه شيء سلبي أن نبقى نقاتل ونقتل بعضنا البعض حتى نقضي على أخر سوري في البلد، ببساطة لأن نصف البلد هاجرت منها، ماذا ننتظر الآن؟ نحن نعيش فعلياً على خط النار! هل تعلمون ما معنى أن تعيش على خط النار، كل حياتنا على خط النار.. نريد أن نعيش مثل كل الناس..”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال أمس، أن شعبية بشار الأسد في ازدياد مستمر بين من وصفهم ب”مواطنيه”، رغم تأكيدات الغرب أن أيامه صارت معدودة. وأضاف في حديث أدلى به لوكالة “سبوتنيك” الروسية: “الأولوية بالنسبة إليهم، /أي للغرب/، إزاحة الدكتاتور بشار الأسد كما هم يصفونه، فقط لأنهم اعتقدوا سنة 2011 أنه سوف يسير بسرعة على درب القذافي وأن أيامه أصبحت معدودة”.
واعتبر المسؤول الروسي أن حليفهم الأسد لا يزال صامدا طيلة ست سنوات زاعما أن الأخير أخذ يتمتع بشعبية أكبر بين “مواطنيه الذين يرون فيه ضمانا لمنع وقوع سوريا بيد الإرهابيين، وانهيارها كدولة” على حد قوله.