تشهد الأحياء المحاصرة في مدينة “دير الزور”، حصاراً مزودجاً فُرض عليها من قبل تنظيم داعش في محيطها، وقوات الأسد في داخلها.
ويُحاصر التنظيم الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات الأسد من الخارج، ويمنع دخول المواد الأساسية إليها، ويستهدفها بشكلٍ شبه يوميّ بقذائف الهاون، ويوقع شهداء وجرحى في صفوف مدنيّيها.
في حين تحاصر قوات الأسد، الأحياء الخاضعة لسيطرتها وتعتقل الشباب بهدف التجنيد أو القيام بأعمال السخرة، ويمتنع عن تزويدها بكمياتٍ كافية من الطحين والوقود لتشغيل أفرانها، مما يؤدي إلى نقصٍ كبير في مادة الخبز، فضلاً عن التحكّم بسعرها.
وتعمل في أحياء “الجورة والقصور والموظفين” المحاصرة، أربعة أفران فقط هي “خالد بن الوليد والضاحية والجوهرة والجاز”، والتي تعمل لمدة ساعة أو ساعتين فقط في اليوم، وتنتج كميات قليلة جداً لا تكفي لسدّ احتياجات الأهالي في الأحياء المحاصرة.
وتُباع ربطة الخبز المحتوية على 10 أرغفة في بعض الأفران بمبلغ 100 ليرة، فيما تُباع في أخرى ربطة تحتوي على 14 رغيفاً بمبلغ 200 ليرة، وهو سعر مرتفع جداً بالنسبة للعائلات التي لا تكفيها في الغالب ربطة واحدة.
هذا وتمتنع قوات الأسد عن تزويد هذه الأفران بالطحين الكافي بحجة عدم توفر مادة المازوت الكافية لتشغيلها بكميات أكبر، وتمتنع عن تزويدها بالمحروقات في الوقت ذاته عوضاً عن تأمينه، للاحتفاظ به لتزويد آلياته العسكرية بالوقود.