في هذه الساعات يمر مشهد يوم عظيم، يقف المسلمون الحجيج وقفة عرفة فيذكرون ربهم ويلبون ويبتهلون مزدحمين متراصين وترنو إليهم أبصار كل المسلمين و تَنْشَدُّ إليهم كل القلوب وتترابط.
مشهد مهيب عظيم لا يُزاحمه في المهابة والعظمة والأجر إلا مشهد السوريين المنتفضين المرابطين ومن معهم في الشام الشريف.
مشهد الملحمة السورية يُزاحم كل المشاهد وكل المواقف.
سوريون احتشدت ضدهم كل إدارات الشر في العالم وحجَّ إليهم كل مرتزقة الأرض مجرمين أو محتلين أو مغتصبين,
سوريون ينافسون الحجيج في الأجر والقدر والمنزلة فمن السوريين اليوم مقاتل مجاهد شديد, ومنهم مرابط مانع يقظ , ومنهم آخذ بعنان فرسه حاضر أو يتحضر, ومنهم ناصر حاضن ونصير, ومنهم صابر باق في الأرض المباركة لصيق.
السوريون المنتفضون المستمرون يقتربون اليوم كثيرا بفضل ربهم من المعنيين بالآية الكريمة:
“من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً”
كلهم يدفع عن الأمة الاسلامية وينوب عنها ويدرك أنه ينوب في صد الأحزاب، أحزاب الشر والعداوة والحقد, وفي هؤلاء كل أعداء الأمة الاسلامية التاريخيين والمستحدثين.
لقد صنع الأحزاب مزيجاً من الأحقاد والمبررات وأتوا إلى صعيد الشام الطاهر يُشبعون طمعهم اللامحدود ويُشفون غيظهم التاريخي المسعور.
هما صعيدان طاهران اليوم صعيد عرفة وصعيد الشام فمن وقف على أحدهما ولم يرنو بقلبه وعقله إلى الآخر كان في وقفته ميل وازورار.
الحجيج الذين أتوا من كل فج عميق فأكملوا رٌكنهم سالمين آمنين غانمين ولم يهتموا بأمر إخوانهم في الشام وهم يُذبحون ويُقتّلون، فقد اقتربوا من المقصود في الحديث الصحيح: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”
وأهل الشام يرنون بقلوبهم وعقولهم إلى بكة وأول بيت وضع للناس ومن واجبهم أن يُبلغوا المسلمين المحتشدين هناك ليُنذروا قومهم إذا رجعوا إليهم:
“إذا هلكت عصبة الشام فلن يكون للمسلمين شوكة وهيبة في الأرض لمئات السنين”
أسامة الملوحي