يحط العيد رحاله للمرة الرابعة، خلال عام ونصف العام، وقد مُنع من الدخول أو إدخال الفرحة لقلوب أطفال مضايا وكبارها، تحت وطأة الحصار الذي فرضه نظام الأسد وميليشيا حزب الله اللبناني.
وزاد تأثير الحصار هذا العيد بفعل انتشار مرض السحايا وعودة أعراض سوء التغذية للظهور، كما حوصر عيد مضايا هذا ب 8000 لغم فردي زرعته ميليشيا الحزب في محيط البلدة، ومع استهداف قناصتها لكلّ شيءٍ يتحرك في أرجائها.
وقصفت مدفعيّة الأسد وميليشياته وهاوناتهما ورشاشاتهما الأبنية السكنية والمقابر طوال ليلة ونهار اليوم الأول من العيد، ما أدى لاحتراق بعض المنازل، وسقوط إصابات في صفوف المدنيين، وآثر كلٌّ الاحتفال بالعيد على طريقته.
وغابت كلّ مظاهر العيد عن البلدة المحاصرة، حيث لا يملك أهلها ثمن الأضاحي، ولا تتواجد فيها المواد اللازمة لتحضير حلوى العيد، وإن وُجدت إحداها تغيب الأخرى، والأسعار مرتفعة جداً.
بيدَ أنّ تكبيرات العيد أبت إلا أن تصدح عالياً رغم كل محاولات ميليشيا حزب الله وقوات الأسد إسكاتها بكل أنواع الأسلحة.
وقامت هيئة علماء المسلمين بتوزيع مبالغ مالية “عيدية” على أهالي البلدة المحاصرة، أملاً منها في زرع البسمة على وجوه الأطفال المحرومين من أجواء العيد منذ مدة طويلة، والتي أصبح دخول الفرحة إليها “حلم” كدخول الخبز تماماً.
هذا وتنتظر بلدة مضايا المحاصرة وأهلها، انتهاء عيد الأضحى المبارك، أملاً في الحصول على المساعدات الأممية التي وعدت بها فور انتهاء العيد، والتي لا تُسمن ولا تُغني من جوع في ظلّ شبح الجوع القاتل الذي يُخيّم على أجوائها.
وتجدر الإشارة إلى أنّ قوات الأسد وميليشيا حزب الله اللبناني استمرا في إطلاق النار حتى الساعة 7 وعشر دقائق، أي بعد الهدنة المفترضة وذلك في خرق واضح للقرار الدولي، وفقاً لما أعلنه المكتب الإعلامي للمجلس المحلي في بلدتي مضايا وبقين.