استقبل أهالي مدينة “سراقب” صباح اليوم الاثنين، أول أيام عيد الأضحى المبارك وسط أوضاعٍ انسانية ومعيشية صعبة للغاية، وسط استمرار الحرب وتأزّم الأوضاع وتصعيد القصف في سوريا عموماً ومدينة إدلب خصوصاً.
وترفض معظم العائلات السورية الاحتفال بالأعياد منذ خمسة أعوام، حداداً على أرواح الشهداء، وتخوّفاً من مجازر مرتقبة قد يرتكبها نظام الأسد في أيام العيد، فلا يكاد يخلو بيت من شهيدٍ أو معتقلٍ أو مصابٍ أو مفقود.
وتبدو شوارع المدينة حزينة عابسةً مكفهرّة الوجه، وكأنها في مأتمٍ وليست في عيد فالأمر بات لديها واحد، والقصف والمجازر لا يتوقفان.
ويقول “سامر” أحد أطفال سراقب، “عمو كلياتنا كنا نلعب سوا.. بس رفقاتي نزحوا ونحنا خايفين، لما نسمع صوت الطيارة بنركض على بيوتنا بسرعة”، مشيراً إلى الرعب الذي يعيشه هؤلاء الأطفال، حتى أنّ هناك أطفالاً لم تدرك بعد معنى العيد.
ويقول أبو محمود أحد سكان البلدة :”ما يدفعنا إلى الاحتفال بالعيد هي الحاجة إلى إدخال البهجة والفرحة إلى عيون أطفالنا، فهو واجب علينا كدافع للأمل بغد جديد بعيداً عن الألم”.
هذا وقد حطّ العيد رحاله على هذا المنوال حاملاً الهموم والأحزان والذكريات، عوضاً عن الفرح والسرور كما هو عند بقية الشعوب، للعام الخامس على التوالي، مع زيادة أعداد الشهداء والمعتقلين والمفقودين والمشردين، فبأيّ حالٍ جئت ياعيدُ!.