«تعاملي مع المقاتلين السوريين في جيش النظام يختلف عن تعاملي مع المليشيات الإيرانية وقوات حزب الله لأنني أتطلع أن أعيش مستقبلا مع كل السوريين»
هذا ما أدلى به أبو أسامة الجولاني «حسن إبراهيم» نائب قائد الجيش الأول التابع للجبهة الجنوبية في حديث للهيئة السورية للإعلام ضمن لقاء أجرته معه.
وكان لافتا تمسكه وإيمانه العميق بمبادئ الثورة السورية الأولى، وابتعاده عن النفس الطائفي ورؤيته الجامعة لكل السوريين حتى المقاتلين في جيش النظام، وجاء في الحوار انه انشق عن جيش النظام برتبة رائد منذ 20-11-2011 مع بداية الثورة السورية وتصادف وجوده خدمته العسكرية في محافظة درعا وتحديداً في بلدة الصنمين، التي شهدت الحراك الثوري منذ بدايته، وشاهد بأم عينه الأحداث الدائرة، وكيف قام النظام والجيش بقتل المدنيين «المتظاهرين السلميين» ولقد كان هذا اليوم فاصلاً في حياته.
في ادلب كانت البداية
كانت بدايته في شمال سورية في محافظة ادلب مع عسكريين ومدنيين آخرين، وبرغم انه من منطقة ثائرة في الجنوب إلا أن عدم ظهور بوادر لعمل عسكري هناك دفعه الى ادلب حيث العمل العسكري قد ظهرت بوادره، في ادلب عمل مع عدة تشكيلات وشارك بتأسيس جبهة ثوار سوريا حيث شارك بأغلب العمليات التي جرت في الريف الادلبي كتحرير قلعة حارم معارك جبل الزاوية، بعد عام ونصف في ادلب انتقل الى الجنوب حيث ومع عدة فصائل أخرى، قام بتشكيل الجيش الأول في درعا والقنيطرة وفي ريف دمشق الذي تم بناءه على أسس عسكرية والتزام بالشرعية الدولية، ويعمل تحت لوائه السوريين «حصراً».
ليس لنا خيار سوى أن نتوحد إن لم يكن من اجل إسقاط النظام فمن اجل أهلنا:
يضيف أبو أسامة في حديثه: المعروف أن توحيد العمل العسكري يعطي قوة للفصائل ويساعدها على انجاز مهمات اكبر، ومن هنا جاء تشكيل الجيش الأول المكون من (جبهة ثوار سوريا و فرقة حمزة وفوج الراجمات الأول)، لم تتوقف رغبة أبو أسامة الجولاني في توحيد الفصائل عند تشكيل الجيش الأول بل بدا العمل ضمن مكونات الجبهة الجنوبية بالتعاون مع الفصائل الأخرى، طمعا في تحقيق إنجازات ومكاسب اكبر في العمل العسكري، وكان الدرس الجيد الذي تلقوه من التدخل الخارجي الذي استعان به الأسد وهو العمل كفريق واحد وكل فصيل يقوم بعمل مختص به، فقد عملت جميع الفصائل على عدة مستويات، منها من قام بالدفاع المباشر ومنها من قام بتحضير خطوط الدفاع التالية ومنها من حصن بعض المواقع ومنها بادر بالهجوم على قوات النظام، وتم تحرير بصرى الشام، وجود الإيرانيين وحدنا وزادنا تماسكنا وخسر النظام تلك الورقة التي عول عليها كثيرا.
إستراتيجية الجيش الأول والجبهة الجنوبية:
يقول أبو أسامة في معرض حديثه: نحن نتحدث عن مفهوم ثورة لكن على الأرض هنالك عمل عسكري منظم وخالص، والجيش الأول والفصائل العسكرية الأخرى تقوم بأمور عسكرية بحتة، تختلف تماما عن الأعمال الثورية التي كنا نقوم بها في بداية الحراك المسلح إذ كانت تلك أعمال مدنية وبطرق بسيطة جدا، وكانت لا تتعدى كمين أو إغارة على قوات النظام، ومن ثم تطور الأمر لاحقاً لتتشكل فصائل عسكرية تقوم بمهام عسكرية روتينية.
الملفت للانتباه أن الأسد استعان بقوى خارجية، وهذا إن دل يدل على عدم وجود قوة عسكرية لديه يعتمد عليها لتنفيذ مهام عسكرية وهذا، هذه القوى الخارجية انتهجت طرقا جديدة وأسلوب جديد في القصف والتدمير ما دعانا الى إعادة النظر في خططنا وإستراتيجيتنا فقمنا بالتعاون مع الفصائل الأخرى والتشاور مع الجميع بوضع خطة، وكانت إستراتيجيتنا تقضي بان يتقدم النظام الى قرى صغيرة، كخربة سلطانة وغيرها من القرى الصغيرة والتي لا أهمية عسكرية لها لكن في المقابل نحصد أرواح عدد كبير من قواته، فأي تقدم له على الأرض كانت تقابله خسائر كبيرة في الأرواح، وقمنا بدراسة المحاور التي من الممكن أن يتقدم النظام منها، وبدون أي تراخي من أي فصيل، وهنا أشيد بغرف العمليات المتعاونة والمحضرة بشكل كامل وكأنها غرفة عمليات واحدة، والتي هيأت هندسياً لتلك المحاور ويعتبر هذا عملاً عسكرياً رفيعاً.
النظام في محاولته لاغتيالنا يقدم لنا ما نطلبه
بكل تأكيد نحن ماضون من اجل قضيتنا مهما كلف الثمن، وما أكد لنا أننا أوجعنا النظام واحرقنا كل أوراقه قيام النظام في الفترة الأخيرة الى محاولة اغتيال القادة، فقام بقصف مقرات الجيش الأول وغيرها من فصائل الجبهة الجنوبية، وهذا شيء لم يؤسفنا أو يزعجنا.
فعندما يحاول النظام قتل أبو أسامة أو غيره، فهو يقدم لنا ما نطلبه، ونحن لم نخرج بهذه الثورة إلا لنقدم أروحنا ودماءنا كبقية أهلنا الذين سبقونا أولائك الذين نفتخر بهم ونحن ماضون على دربهم، وهذا يزيدنا عزماً وإصرار على انجاز مهامنا، وان لم بكن أبو أسامة موجودا فهناك الآلاف ممن سبقوا أبو أسامة والآلاف الموجودين الذين لا يقلون أهمية عنه، وأنا كقائد ميداني لا استطيع أن أقود مقاتلين إن لم أكن موجوداً بينهم وفي الصف الأول.
رسالة الى السوريين
أتطلع لليوم الذي نجتمع فيه ونعيش كسورين نحن والمقاتلين السوريين لدى النظام، وتعاملي معهم يختلف مع تعاملي مع مقاتلي إيران وحزب الله.
وطالب الجولاني الفصائل المقاتلة على الأرض السورية التوحد قائلاً: نحن لا يوجد أمامنا كمقاتلين خيار أخر غير التوحد، إن لم يكن من اجل إسقاط النظام، فمن أجل أهلنا وشعبنا، ونحن لا نريد أن نسقط نظام بشار الأسد ونوجد أكثر من نظام.
لا أريد أن أكون وحيدا أنا أريد أن يكون جميع السوريين معي
نحن نعاهد السوريين إننا لن نرضى إلا بتحقيق حرية هذا الشعب وبكل مكوناته وأطيافه بدون استثناء، ولن تضيع هذه الدماء والأرواح في سبيل وطريق أخر، لم نسمح بسوريا إلا أن تكون لكل السوريين.
لا أريد أن أكون وحيدا أريد أن يكون جميع السوريين معي.
تحرير زيتون