خاص زيتون:
في الوقت الذي يبدو فيه أن شعرة معاوية قد انقطعت بين الميليشيات الكردية وحليفتها قوات الأسد في مدينة الحسكة، وبعض مناطق الأرياف، تواردت معلومات عن أن سلطات نظام الأسد بدأت التجهيز لنقل عدد من المؤسسات الحيوية في مدينة الحسكة، من بنوك ودوائر الأحوال المدنية والهجرة والجوازات والجامعات وغيرها، إلى العاصمة دمشق.
المعلومات السابقة والتي أفاد بها ناشطون من الحسكة أكدها صهيب البو عمر، وهو أحد الناشطين في محافظة الحسكة في حديث لـ”زيتون” قال فيه: “المعلومات الواردة حالياً تؤكد المعطيات المشار إليها، ونحن بالفعل كنا نسمع بمثل هذه المعلومات من الفترة التي سبقت اندلاع المعارك الأخيرة بين الطرفين الكردي والنظامي، وأعني في ذلك مجموعة عمليات المواجهة التي دارت بين الطرفين في مراحل سابقة وخلفت قتلى وجرحى”.
ويضيف البوعمر “أكثر من اجتماع عقد خلال الشهرين الماضيين في مدينة الحسكة واجتماع أخر وصف بالمهم عقد في مدينة المالكية بالإضافة إلى الوجود الروسي الذي زاد في المدينة خلال الأشهر الثلاث السابقة، والذي اقتنعت معه روسيا بأن وجود حليفها النظام السوري في المدينة قد يكون غير مؤكداً خلال الفترة القليلة القادمة، نظراً لحجم الاحتقان الكبير الذي بدأ بالتراكم منذ فترات سابقة بين الوحدات الكردية ومقاتلي الأسايش من جهة وميليشيات جيش النظام وما يتبعها من فلول اللجان الشعبية والدفاع الاوطني من جهة أخرى”.
بالتوازي مع ذلك، ألمحت مصادر ميدانية أخرى إلى أن مندوبين عن حكومة النظام السوري وقيادات من حزب البعث الحاكم ومجلس محافظة الحسكة، عقدوا اجتماعاً في مبنى المحافظة بالحسكة خلال الأيام القليلة الفائتة، بهدف الترتيب لنقل كافة المؤسسات الحيوية إلى محافظة دمشق، حيث وصف الاجتماع بأنه على أعلى المستويات، كما أنه ضم قادة ميليشيات اللجان الشعبية والدفاع الوطني والأمن العسكري والجوي وأمن الدولة، بالإضافة إلى قيادة المنطقة الشرقية في جيش النظام.
من جهة أخرى، أفادت معلومات أدلى بها ناشطون بأن ميليشيا الوحدات الكردية منعت الموظفين من الدوام في دوائرهم في حي غويران والنشوة، إضافة لحرقها الأوراق الثبوتية للطلبة الجامعيين في كليتي الهندسة المدنية والاقتصاد في الحسكة، فيما لم يتسنى التأكد حتى الآن من مدى دقة تلك المعلومات، التي نفاها ناشطون أخرون من الحسكة.
هذا ومن المقرر أن المهلة بين الطرفين (قوات الأسد والميليشيات الكردية) لتنفيذ بنود الاتفاق الذي أبرم برعاية روسية مؤخراً، على خلفية ما شهدته مدينة الحسكة قبل فترة من أحداث تمخضت عنها مواجهات دامية، ستنتهي نهاية الشهر الجاري، وسط تخوف الأهالي من تجدد فصول عمليات التسليم بين الجانبين، وبداية فصل جديد من التهجير وسفك دماء المدنيين.