وضاقت الأرض بما رحُبت.. عودة المقابر الطابقية في دوما

14040196_327022630974018_4297962822352921963_n

اعتمد أهالي مدينة دوما في الغوطة الشرقية مؤخراً، أسلوب جديد- قديم في دفن موتاهم وشهداؤهم، وهو أسلوب المقابر العمودية المتعددة الطبقات التي كانت منتشرة في العصور الغابرة، وذلك بعد أن ضاقت مقابر المدينة بموتاها.
ويعتمد أسلوب المقابر الجديد على استبدال الاسمنت والحجارة بالطين والتبن، حيث يتم خلط الطين والتبن بالماء ثم توضع في قوالب، وتقوّى بوضع القصب داخلها بدلا من الحديد، قبل أن تترك مدة 24 ساعة لتجف وتصبح على شكل حجارة تبنى فيها المقابر”.
وأظهر تقرير مصوّر بثّته وكالة “فرانس برس”، “العمال أثناء تحضيرهم للمواد اللازمة للمقابر الجديدة”، كما أظهر “عدة طبقات من المقابر بنيت بهذه الحجارة، وأُحضرت جثة دفنت أثناء تصوير التقرير، وغطيت بالحجارة للتمكّن من بناء مقبرة ثانية فوقها”.
وأوضح المهندس “سمير” المسؤول عن تطوير المقابر الجديدة، أن “تجهيز القبور بشكل أفقي يحتاج إلى مساحات كبيرة”، أما في القبور الطابقية فإن مساحة أرض غير كبيرة “قد تتسع لحوالي ألف قبر”.
وأضاف “لجأنا لمشروع القبور الطابقية لأسباب عدة، أهمها العدد الكبير للشهداء في ظل الوضع السائد فيها وطول أمد فترة الحصار والقصف، وتوفير الأراضي الزراعية، والنقص في مواد البناء التي كانت تستخدم في السابق، وتوفر المواد الجديدة في الغوطة الشرقية”.
وأشار إلى نتائج الحصار المفروض على المدينة من قبل نظام الأسد، من نقصٍ في المواد والموارد وحاجة السكان لاستغلال الأراضي الزراعية في ظل سياسة الحصار، “نحن بحاجة كل دونم أرض للزراعة لنستفيد منه بسب الحصار الخانق من قبل نظام الاسد”.
الجدير بالذكر أن، مدينة دوما بشكل خاص والغوطة الشرقية بشكل عام، تخضع لحصارٍ خانق من قبل نظام الأسد، وقصفٍ يوميّ استخدم فيه مختلف أنواع الأسلحة، حتى الكيميائي منها، منذ شهر نيسان عام 2013، أي قبل مجزرة السلاح الكيميائي بعدة أشهر.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*