تقدمت قوات المعارضة في بصرى الشام وبمعركة مفاجئة استمرت أربعة أيام وسط تكتم اعلامي شديد، أعلنت بعدها غرفة عمليات أسود الحرب والجبهة الجنوبية صباح 25 آذار تحرير بلدة بصرى التاريخية من قوات النظام والميليشيات الشيعية الإيرانية واللبنانية، ويعد هذا التقدم هو الانتصار الأول للمعارضة في مدينة يشكل الشيعة نسبة 60 بالمائة من سكانها منذ بداية الثورة.
واستغرق التحضير للعملية أكثر من ثلاثة شهور وقادة المعركة فرقة شباب السنة أحد أهم الفصائل المنضوية في غرفة عمليات أسود الحرب بمشاركة نحو 23 من الفصائل العسكرية أهمها لواء المعتز بالله، ألوية العمري، لواء توحيد كتائب حوران وفوج المدفعية والصواريخ.
وتعد بصرى أهم معاقل النظام والمليشيات الإيرانية وحزب الله شرق درعا وتلاصق حدود محافظة السويداء التي يسيطر عليها النظام واللجان الشعبية،والدفاع الوطني.
وفي حديث لزيتون قال الملازم أحمد العودة قائد فرقة شباب السنة: “قمنا بعمليات الرصد والاستطلاع بشكل دقيق من خلال مصادرنا داخل البلدة”، وعن سير العمليات العسكرية يقول العودة: “حيدنا غرفة العمليات ومركز الاتصالات والمعلومات والمكتب الأمني ومكتب قيادة حزب الله منذ اليوم الأول، حيث قصفنا أهداف العدو بالدبابات وأخرجناها من الخدمة، ما جعل قوات النظام تتخبط وفقدت السيطرة على إدارة المعركة”.
وذكر مصدر عسكري لزيتون رفض ذكر اسمه: “ان قوات الجيش الحر استخدمت للمرة الأولى صواريخ غراد 60 ملم وذخيرة مدفعية ودبابات متنوعة”.
وأفاد نشطاء أن قوات المعارضة قطعت طريق الامداد الواصل بين مدينة السويداء وبصرى، وضربت أرتال النظام التي حاولت الوصول لمؤازة قوات النظام والميلشيات الإيرانية واللبنانية في بصرى.
وأكد الملازم العودة : “دمرنا الرتل المتجه الى بصرى ولم نسمح لإي عربة أو آلية بالوصول الى بصرى، تركنا ثغرة لانسحاب العدو منها فقط”.
وأشار الملازم العودة: “ان أعداد جثث النظام التي عثرنا عليها في البلدة وصلت الى 150 جثة لمقاتلين من جنسيات مختلفة، وأن جثثا لعناصر من حزب الله كانت قد وضعت في براد المشفى الوطني في بصرى، فيما تركت جثث الجنود السوررين بلا دفن، ولانعلم العدد الدقيق لجثث القتلى التي استطاعت قوات النظام والميليشيات سحبها”.
وعن رتب الضباط البارزين بين صفوف القتلى التي تمت في مقر القيادة الجديد قال: “هناك 7 ضباط من القوات الخاصة وضابط إيراني وقياديان من حزب الله تم استهدافهم في اليوم الثاني من المعركة، ولا نملك أي بيانات عنهم لأنهم أرسلوا بعد استهداف مقر القيادة في اليوم الأول”.
وعن كيفية اقتحام المدينة وسير العمليات يقول قائد فرقة شباب السنة : “شارك بالعملية 2000 مقاتل من مختلف الفصائل، لكننا اعتمدنا على مقاتلي فرقة شباب السنة وأغلبهم من بلدة بصرى تجنبا للخسائر البشرية وكونهم يعرفون جغرافيا البلدة، قمنا بفتح ثغرتين بعدد قليل من الاقتحاميين ومن ثم أدخلنا أعدادا كبيرة”.
من جهة أخرى صرح السيد فرج الأخرس عضو هيئة الاشراف والمتابعة والدراسات لزيتون: “قمنا بالاشراف على عمليات التموين العسكرية وتأمين المقاتلين واخلاء الجرحى في المعركة، ونقوم حاليا بمسح كامل للوثائق المدنية والعسكرية التي خلفها النظام وميليشاته في بصرى من أجل توثيقها وأرشفتها، ونسخ أكثر من نسخة لهذه الوثائق للاستفادة منها في المستقبل”.
ويتخوف نشطاء وعلماء آثار من عمليات انتقامية يقوم بها النظام بعد خسارته بلدة بصرى التاريخية والتي تضم أكبر مدرج روماني في سوريا – انجز بناؤه عام 138م- وعدد هائل من الآثار الحجرية المنتشرة في البلدة.
من ناحيته، العقيد الركن خالد النابلسي قائد غرفة عمليات أسود الحرب، أرسل رسالة مصورة من قلب القلعة الاثرية للشعب السوري بمناسبة تحرير بصرى، حصلت زيتون على نسخة منها، ناشد فيها الشعب السوري بكافة طوائفه بأنه يمد يد التعاون والإخاء لتحرير سوريا من “رجس المعتدين” وعاهد نفسه بالحفاظ على كل حجر بالقلعة وتسليمها (للجهات المختصة).
انتصار المعارضة المسلحة في بصرى الشام يثير تساؤلات عن ضعف التدخل الإيراني في سورية؟، خصوصا بعد أن فشل حزب الله بالتقدم باتجاه القنيطرة، وفشل فك الحصار عن نبل والزهراء في حلب وخسارة محتملة لكفريا والفوعة في ادلب في الأيام القريبة القادمة.
منهل باريش