زيتون – وسيم درويش
تعتبر زراعة الخيار من الزراعات الهامة في ريف إدلب الغربي، وهي امتداد لزراعته في سهل الغاب وريف حماة الشمالي، ويعتبر من النباتات القرعية، إذ يوجد على مساحات صغيرة لكنها كثيرة الانتشار.
ويعتبر مردوداً اقتصادياً لكثير من المزارعين، في ريف المحافظة، وله خصوصية من حيث التسويق، حيث يقوم أغلب الناس بشرائه من الأرض بشكل مباشر، لتصنيع المخللات، وغيرها.
وفي زيارة لـ «زيتون» على أحد حقول زراعة الخيار في الريف الجنوبي، أثناء قطاف الثمار تحدث محمود الغنوم، وهو أحد المزارعين: يحتاج الخيار في فترة نموّه إلى مناخ معتدل، فهو لا يتحمل درجات الحرارة المنخفضة، والصقيع، ولذلك تبدأ زراعته في العادة في فصل الربيع بعد انتهاء فصل الشتاء، وانتهاء موجات الصقيع، وحرارة الجو المفضّلة لنمو الخيار تتراوح بين 25 و 30 درجة مئوية. والطريقة التي يزرع بها الخيار هي طريقة البذور.
ويقول المهندس الزراعي حمود الخطيب: يجب على المزارع إذا أراد أن يزرع الخيار أن يزرعه في مكان مشمس، وفي تربة خصبة، ونظيفة، وجيّدة الصرف والتهوية، وعليه أن يحرث الأرض جيداً قبل زراعتها، وأن يضيف للتربة السماد العضوي بكميّات مناسبة، ثمّ يقوم بخلطه جيداً بالتربة، ثم بعد ذلك عليه أن يغرس البذور في عمق 5 سم، وأن يترك مسافة لا تقل عن 50 سم بين كلّ بذرة وأخرى، وهذا إذا كانت من النوع المعرش، أما إذا كانت من النوع العادي، فيُفضّل أن يترك مسافة 30 سم بين كل بذرة وأخرى. ويجب على المزارع أن يروي النباتات ثلاث مرات في الأسبوع، ويُفضّل أن يضيف لها السماد العضوي بعد أربعة أسابيع من زراعتها. ويمتاز الخيار بأنّه سريع النمو، إذ يكتمل نمو الثمار في أقل من شهرين، وتتراوح مدّة نموها بين 40 و 50 يوماً.
وعن آلية القطاف يقول محمود، وهو أحد العمال في جني المحصول: إن العمل في حقول الخيار عمل شاق حيث يتوجب على المزارع عدم مغادرة الحقل منذ بداية وضع البذور وحتى انتهاء الموسم فهناك عمل كثير يتوجب عليه القيام به من سقاية دورية ثلاث مرات أسبوعياً وقلع الأعشاب الضارة بشكل دوري بعد كل سقاية وتفريد (انتقاء الفرع الأقوى وقلع الأخرى) ورش السماد والبخّ للوقاية من الأمراض، ناهيك عن الحالات التي يتعرض بها الحقل لأنواع معينة من الأمراض وأهم ما نواجهه هو المن والعنكبوت الأحمر والذبابة البيضاء والحالوش.
يتابع: الأمر الذي يتطلب جهداً إضافياً ومن ثم بدء مرحلة القطاف والتي يتوجب علينا فيها قطع كافة الثمار من الحقل حيث أنه وبمجرد أن تصل لحجم كبير فان النبتة تفطم أي تتوقف عن الانتاج.
يقوم المزارعون عادةً بالسكن بغرف معدة لهذا الخصوص في نفس الحقل حيث تتوفر المياه بشكل جيد.
ودعماً لهذه الزراعة أعلن عنه المجلس المحلي في مدينة كفرنبل عن تقديم بعض الخدمات، والتي تحدث عنها أحد المزارعين بالقول: لقد سجلنا أسمائنا قبل بداية الموسم وفقاً لإعلان المجلس المحلي عن تقديم بذور وسماد و مرشات للمزارعين وانتظرنا مطولاً إلا أننا بدأنا الزراعة ولم يقدم المجلس أية مساعدة لنا باستثناء حالات فردية وخاصة حيث قدموا لعدد ضئيل جداً من المزارعين، بذار للقرع و الكوسا، أما بالنسبة للأغلبية العظمى من المزارعين لم تتلقى أي نوع من الدعم.
وعن الصعوبات التي تواجه المزارعين، يقول غسان، وهو مزارع من بسقلا: إن من الصعوبات التي واجهتنا هذا العام هي موضوع السقاية حيث أن كلفة استخراج المياه من الآبار تعد مرتفعة نسبياً بسب الغلاء الذي يشهده سعر المازوت إذ يحتاج كل دونم لبرميل ونصف من المازوت خلال موسمه هذا ما قد يؤدي إلى خسائر قد تلحق بالمزارع الذي هو عرضة لاستغلال التجار.
يتابع: عندما نأخذ المحصول إلى الأسواق يتم الاتفاق بين التجار على الأسعار محاولين الاستفادة من محصولنا لجيوبهم الخاصة.
في وقت نفى فيه مرشد المرعي، هذا الكلام، وهو أحد أصحاب محلات الجملة في سوق الهال في المنطقة، وقال: إن ما يحكم السعر هو التسويق والعرض والطلب ونحن أرباحنا واحدة مهما كان السعر للخيار.
يذكر أن سعر كيلو الخيار الواحد من الحقل في هذه الفترة هو 125 ليرة سورية بينما يصل للمستهلك في السوق بسعر 200 ليرة سورية.
المزارعون بالمجمل أكدوا أن الموسم هذا العام جيداً رغم عدم انتهاء وقت القطاف، ويشهد سوق التصريف إقبالاً ملحوظاً حيث يستخدم يباع الخيار بكميات كبيرة لصناعة المخلل، والمطاعم وبكميات متفاوتة كأحد أنواع الخضار اليومية، مع اختفاء لسوق التصريف خارج المحافظة.