تحرير زيتون
«ليست ابنته ولايعرفها حتى، انقذها من تحت الأنقاض ودميتها بيديها واحتضنها كأبنته.. عاشت الملكة.. واليوم ترجل الفارس.. مات منقذها بعد غيبوبة طويلة نتيجة قصف النظام لطاقم الدفاع المدني في حريتان اثناء عملهم»
هذا ما قالته صفحة مديرية الدفاع المدني في محافظة حلب على الفيس بوك.
في 25 /5/ 2016 قام فريق الدفاع المدني بمحافظة حلب بانقاذ طفلين من تحت انقاض منزلهما المهدم بفعل الطيران الحربي في مدينة حريتان.
فارس محمد علي هو رجل الدفاع المدني الذي اخرج الطفلة حاملة دميتها من تحت الانقاض، لم يتمالك الرجل نفسه وبكى فرحاً بخروجها سالمة، وبرغم ان الطفلة ليست ابنته الا ان رد فعله كانت ردة فعل اب.
في 12/6/2016 تعرض فارس الى إصابة بأحد صواريخ الطيران أثناء أدائه لواجبه بإخماد الحرائق، دخل على آثرها في غيبوبة طويلة بلغت 20 يوماً، ليفارق الحياة في 3/7/2016.
في كلمته أمام أصدقاء سوريا بخصوص البراميل المتفجرة وأزمة النزوح السوري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ ٢٨/٩/٢٠١٥ رائد الصالح مدير الدفاع المدني السوري قال: «إنني هنا أمثل الدفاع المدني السوري أو أصحاب الخوذ البيضاء في سوريا، المنظمة التي تضم أكثر من ٢٧٠٠ متطوعا يعملون في مائة وعشرة مراكز على امتداد ثمانية محافظات سورية من الجنوب للشمال، يعملون بحيادية وإنسانية وعدم تمييز. وهي المنظمة المدنية الأكبر التي نشأت وتعمل على الأرض السورية بشكل أساسي لغرض الاستجابة للهجمات العشوائية على المدنيين وبخاصة البراميل المتفجرة من خلال عمليات البحث والإنقاذ والإطفاء والإخلاء التي ننفذها يوميا، وقد تمكنا حتى الآن من إنقاذ حياة أكثر من ٢٥,٠٠٠ إنسان من تحت الأنقاض.
لست هنا لأطالب بالمساعدة لتمكين فرقنا من تنفيذ المزيد من عمليات البحث والإنقاذ، بل إنني أحمل لكم رسالة من جميع متطوعينا تقول لكم بأننا مع إيماننا بواجبنا تجاه شعبنا ووطنا إلا أننا نريد منكم أن تساعدونا على وقف عملنا فورا.
لقد تعبنا من جمع أشلاء أهلنا كل يوم وإثر كل غارة، قلوبنا تنفطر مع سماع دوي الحوامات التي تحمل الموت، ودموعنا تنهمر ونحن نشغل صفارات الإنذار التي تنشر الهلع بين أهلنا، ونحن نسأل أنفسنا ونحن نبحث عن البشر تحت الأنقاض متى سنتوقف؟ متى ستنتهي الحاجة لعملياتنا؟ متى سيتوقف الموت؟ متى سيكترث العالم لأنيننا؟
وفوق ذلك كله، فمن لايموت بالبراميل المتفجرة في سوريا قد يموت غرقا أو جوعا في طريق هربه من هذا الجحيم. على مدى السنتين الماضيتين، لقى ١٠٦ عناصر من متطوعي الخوذ البيضاء مصرعهم أثناء تأديتهم لعملهم، منهم ١٠٥ قتلوا على يد نظام الأسد غالبا بسبب الغارات المزدوجة التي يعتمدها النظام تكتيكا مقصودا لاستهداف نفس المكان بعد دقائق من الغارة الأولى بهدف ضرب أكبر عدد ممكن من المدنيين وعناصر فرق الإسعاف الذين يتجمعون للإنقاذ وتقديم المساعدة بعد الضربة الأولى.
عدا عن ذلك فإن كثيرا من مراكزنا وسيارات الإسعاف والإطفاء التي نستخدمها تتعرض للاستهداف المتعمد والتدمير جزئيا أو كليا. البارحة فقط أغارت طائرات نظام الأسد على مركز حيش في ريف إدلب وهذه صور المركز بعد تدميره.
يذكر أن الطائرات الحربية الروسية والسورية استهدفت على مدى السنوات الماضية أغلب مراكز الدفاع المدني في المناطق المحررة لم يكن اخرها استهداف مركز الدفاع المدني في بلدة الأتارب وقضاء خمسة عناصر نحبهم فيه، كما استهدفت في اليومين السابقين مركز الدفاع المدني في بلدة سراقب وكفرتخاريم.