زيتون – أسعد شلاش
1 – النقيب المثقف:
ضابط أمن الكتيبة في خدمة العدم في درس التوجيه السياسي راح يسخر من فوز الرئيس الأمريكي رونالد ريغن ويستغرب مندهشاً كم هو غبيّ الشعب الأمريكي الذي انتخب رئيساً له، فنان يعزف الموسيقى وكان يقصد حينها الرئيس الأمريكي رونالد ريغن الذي كان عازفاً على آلة الساكسيفون ويتساءل: ماذا نتوقع من بلد يقوده موسيقي صايع؟ ويقارن بينه وبين المطمور الذي كان طياراً ووزيراً للدفاع قبل أن يصبح رئيساً، ثم يتأسّف كيف سيكون حال الشعب الأمريكي في ظلّ قيادة فنان، ويتبعها دائما، يعني عازف الموسيقى معروف ماهو مستواه الأخلاقي، كنت أنظر بسخرية على هذا الأبله والذي يظنّ أن نسبة ذكائه أعلى من نسبة ذكاء كل من اختار ريغن ليكون رئيساً له.
2 – العقيد قائد السرية:
في إحدى كتائب صواريخ سكود السلاح الأكثر تطوراً في الجيش الأسدي سابقاً، بعد أن اجتمعنا بمناسبة عيد الجيش أطلّ علينا سيادته وبارك لنا عيدنا وراح يشرح لنا الغاية من تأسيس الجيش ومهامه، وهي: الدفاع عن سوريا من أي عدوان خارجي يتربّص بها، وكذلك الدفاع عن الأمة العربية إذا ما تعرّضت أية دولة عربية لعدوان خارجيّ، وتابع إن الأعداء يتربّصون بالوطن العربيّ وأتحفنا بنظرية تآكل الأطراف، أي احتلال بعض أطراف الوطن العربيّ، ثمّ أطرق قليلاً وبدا عليه أنه يعتصر أفكاره، ورفع رأسه وكأنّه وجد ضالّته، وتابع ولكي أقرّب نظرية تآكل الأطراف إلى عقولكم تصوّروا أن هنالك (نصيّة نمورة لذيذة) فكلّ مَن يشتهي يريد أن يأخذ قطعةً من طرفها، وهذا حال وطننا العربيّ وإذا لم يكن هنالك من يحرس (صينيّة النمورة) هذه فإنها ستنفد ولذلك فإن مهمة الجيش العربيّ السوريّ صعبة وشاقة وعلينا أن نكون على أُهبة الاستعداد دائماً.
3 – طاقم عسكر سجن صدنايا:
لتواصل السجناء مع الأهل في الخارج العديد من الطرق منها: أن يتم كتابة رسالة على ورقة سيكارة ويتم ثنيها لتصبح صغيرة بقدر الإمكان تغلّف بعدها بقطعة رقيقة من النايلون وتوضع داخل حفرة صغيرة حفرت بالوسط من قطعة خشيّبة ثم يتمّ إغلاق الحفرة بقطة خشبية على مقاسها بعد دهنها بالغراء، وبعد ذلك تطلى قطعة الخشب الأم بمعجون الدهان أو معجون محلّي مصنوع من برادة الخشب الناعمة معجونة بالغراء الأبيض ويتمّ صقلها (بورق الزجاج) لتصبح ملساء وناعمة ويُرسم عليها شكلاً فنيّاً يُلوّن بألوان مختلفة تُقدم هديةً للأهل بعد انتهاء الزيارة مع إشارة أو إيماءة من السجين تدلّل على أن اللوحة تحتوي على شيء ما ليعمد الأهل على كسرها واستخراج الرسالة منها ولما كانت موضة قراءة مؤلفات (مهدي عامل) منتشرة في الجناح بين السجناء ومؤلفاته قليلة قرّر السجين (معد حافل) أن يُجرج رسالةً بالطريقة المذكورة آنفاً يطلب بمواجبها من أهله أن يحضروا له في الزيارة القادمة – أي بعد حوالي شهر – بعض مؤلّفات (مهدي عامل). بعد أن انتهت الزيارة سلّم معد اللوحة التي خبّأ بها الرسالة مع بعض اللوحات للسّجان الذي يكون عادة حاضر على الزيارة ليسلمها إلى أهله ولسوء الحظّ سقطت اللوحة التي تحتوي الرسالة على الأرض ممّا أدى لكسر الطّلاء الذي يُخفي الرسالة تحته، التقط السّجان الرسالة ودسّها في جيبه وصعد إلى الطابق الثاني فتح الباب وأدخل معد إلى الجناح.
حدّثنا معد عن أمر كشف الرسالة ما يتوقعه من عقوبة سيقرّها مدير السجن حتماً بعد أن يُطلعه السجان على ماحصل وفعلا بعد أكثر من ساعة وقف على باب الجناح السجان، وقال للسجناء: إن مدير السجن يريد مقابلة (مهدي عامل) أجاب السجناء بتخابث أنه لايوجد في جناحنا شخص بهذا الاسم.
غادر السجان وبدأ السجناء يتناقلون فيما بينهم بسخرية وتهكم أن مدير السجن يريد مقابلة (مهدي عامل) المسجون في جناحنا لم يتأخر السجان كثيراً ليعود من جديد ومعه مساعد الانضباط ليقول: أين رفيقكم (مهدي عامل) الذي كان قبل أكثر من ساعة في زيارة والذي طلب من أهله في الرسالة التي كانت موجودة في اللوحة التي سقطت على الأرض وانكسرت أنه يريد من أهله أن يأتوه في الزيارة القادمة بمؤلّفات (معد حافل) وبذات الجواب أجاب السجناء: أنه لا يوجد في جناحنا شخص يُدعى مهدي عامل، أطرق المساعد وبعد تفكير طلب من رئيس الجناح أن ينادي على كلّ من أتت زيارته اليوم وما إن لمح الشرطيّ السجين معد حافل حتى قال للمساعد: سيّدي هذا هو (مهدي عامل) بغضب سأله المساعد ما اسمك؟ أجاب السجين (معد حافل) بغضب أكثر قال المساعد سواء كنت (مهدي عامل) أو (معد حافل) – ضب فرشتك وبطنياتك – بسرعة سوف تُعاقب لمدة شهر في الزنزانة.