زيتون – نسرين بيوش
انطلق في بلدة بسقلا بريف إدلب الجنوبي مشروع إعادة تمكين الأطفال وتأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بتاريخ 22/10/2015 وهو مشروع يعنى بالطفولة، ويقدم أنشطة الدعم النفسي لهم، والنصح والارشاد لأسرهم.
يقوم بتنفيذ المشروع منظمة الأوسم، بدعم من منظمة الأوجه، ويعتبر المشروع الثاني من نوعه حيث يتواجد مشروع مشابه له في قرية قاح الحدودية، الآنسة نجوى الضعيف مديرة المشروع قالت لـ «زيتون :»يهدف المشروع لتقديم عدة خدمات، منها تأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بكافة أنواعها، وشدتها البسيطة والمتوسطة، ويقدم أنشطة الدعم النفسي الاجتماعي في المدارس لمرحلة التعليم الأساسي في المناطق التي يستهدفها المشروع، كما يقدم الإرشاد لأسر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال الذين يعانون من مشاكل وصعوبات دراسية، ويعمل على تدريب المعلمين على تقنيات التعليم والتعلم الحديثة والتعامل مع المشاكل السلوكية.
وتضيف مديرة المشروع : للمشروع منطقتي عمل المنطقة الأولى هي مركز قاح ويستهدف جغرافياً) ترمانين والدانا وسرمدا وقرى قاح وأطمة والمخيمات الواقعة في تلك المنطقة)، والمنطقة الثانية هي مركز بلدة بسقلا ومنها إلى (معرة النعمان وكفرنبل وقرى حاس وكفروما وكفرسجنة وحيش)، وينفذ المشروع منظمة الأوسم بدعم من منظمة الأوجه.
يستهدف المشروع فئات عمرية مختلفة وفق برامج تناسب أعمارهم، ويضع فريق العمل خطة لكل طفل حيث يتم تدريبه شهريا على مهارات مختلفة من أجل أن يتمكن من تلبية حاجاته اليومية والتواصل مع من حوله.
يوسف الأسعد أحد مشرفي مركز بسقلا يقول: يقوم المركز بتأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من عمر أربع سنوات حتى 15سنة في مناطق (معرة النعمان، كفرنبل، وكفروما، وحاس، وحيش وكفرسجنة)، كما ويقوم المركز بجلسات ارشاد أسري وتوعية لأهمية المتابعة المستمرة وعدم الانقطاع عن التدريب والتأهيل، حيث يقوم الفريق بتدريب الأطفال المصابين بالتخلف العقلي البسيط والمتوسط والتوحد ومتلازمة داون واضطرابات النطق والكلام وصعوبات التعلم، وكل هذه الأمور تكون بوضع خطة عامة لكل طفل يتم تدريبه على المهارات المعرفية واللغوية والاجتماعية والاستقلالية والهدف منها أن يصبح الطفل قادراً على الاعتماد على نفسه في تلبية حاجاته اليومية والتواصل مع المجتمع المحيط به محققا أعلى مستوى من التوافق النفسي والاجتماعي.
ويشير الأسعد إلى أن فريق الدعم النفسي هو أحد المكونات الأساسية التي يقوم عليها مشروع إعادة تمكين الأطفال السوريين، ويتمحور عمله في تقديم الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال، والقيام بالأنشطة التفريغية، والهادفة والترفيهية، واقامة دورات تعليمية في الإدارة الصفية والإسعاف النفسي الأولي للكادر التعليمي في المدارس والروضات المستهدفة.
حالات كثيرة ترتاد هذا المركز ورضى كبير من قبل الأهالي على أداء العاملين فيه لما رأوه من تطور حالات أبناءهم، أم محمد إحدى النساء المرافقة لطفلها المصاب بالتوحد تقول: الحمد لله من يوم أن جئت بطفلي الى المركز طرأ تحسن ملحوظ عليه، وأصبح بإمكانه أن يقضي الكثير من الحاجات بنفسه كما أصبح يدرك ويفهم الكثير من الكلام الذي لم يكن يستطيع أن يفهمه سابقاً.
محمد جواد الشردوب، أحد أطفال المركز، وهو من أبناء مدينة معرة النعمان ومصاب بمرض الفقاع الجلدي يقول: أنا سعيد جداً من لحظة قدومي إلى هذا المركز والسبب في ذلك عدم خروجي من البيت سابقاً، وأتمنى أن أشفى من مرضي كي أذهب إلى المدرسة وأتعلم مثل أصدقائي، وأحب أن يكون عندي الكثير من الأصدقاء لكي ألعب معهم وفي هذا المركز تحققت أمنيتي.
وتقول نهلة المحروق، أخصائية في علم النفس: يجب على الأم أن تتدرب على رعاية طفلها المعاق عن طريق الأخصائيين النفسيين وقراءة كتب الطب النفسي، كما يجب على العائلة أن تتقبل وجود الطفل المعاق ضمنها وألا يكون مصدر إحراج لها أمام الناس لأن ذلك يؤثر سلباً على سلوكه وحالته النفسية، وعلى الأم أن تكسب طفلها المزيد من المهارات وتطويرها مع مرور الزمن ولا يجوز أن نواجه الأطفال المعاقين بإعاقتهم ويجب أن نعطيهم جرعات من الأمل وأن نشيد بنجاحاتهم مهما صَغُرت.