محمد علاء
حاول تنظيم داعش اقتحام مارع مستغلاً الحصار المزدوج المفروض عليها من قبله ومن قبل «المليشيات الكردية».
وكان التنظيم قد حاول اقتحامها مستخدماً شتى الأسلحة من مصفحات ومفخخات لكنه فشل في تحقيق أي تقدم يذكر.
في ليلة 27 أيار، بدأ التنظيم هجومه العنيف على مارع محاولاً اقتحام المدينة من ثلاث محاور معاً، (تلالين شمالاً، وسنبل من جهة الشرق، وحرب جنوباً)، وعلى عادته بنهجه الدموي استهل داعش هجومه مستخدماً خمسة عربات مفخخة، تمكنت فصائل الجيش الحر من إعطاب ثلاث منها وتفجيرها بعيداً عن المدينة.
وذكر مصدر ميداني في ريف حلب الشمالي أن التنظيم اقتحم المدينة بعدد من العربات والدبابات ومجموعات من عناصره المشاة. وتمكن من الوصول لنقطة قريبة من أحد المستشفيات الميدانية في الجهة الشمالية الشرقية من المدينة، ليفجر عربة مفخخة يقودها أحد عناصر أشبال الخلافة، كما قام باقتحام المنطقة من ذات المكان مستخدماً دبابة وبعض العربات، تمكن ثوار مارع من جرهم إلى كمائن محكمة وكبدوا التنظيم خسائر كبيرة بالعتاد والأرواح، زاد مجموعها عن 46 قتيلاً.
كما تمكن الجيش الحر من اغتنام دبابة وعربة BMP. وأسر بضع عناصر للتنظيم من ضمنهم طفل لا يتجاوز الثانية عشر من عمره، كان يقود أحد المفخخات تم أسره قبل أن يتمكن من تفجيرها حسب ما ورد في فيديو نشرته شبكة حلب24 الإخبارية لأسرى التنظيم، يظهر في الفيديو أن داعش قد زج بأطفال في عملياته الانتحارية التي أراد لها أن تشكل الصدمة الأولى في المعركة.
وبعد انسحابه من محيط مارع، أعاد التنظيم هجومه ظهر السبت 27 أيار، وإرسال مفخخة سادسة انفجرت عند أطراف المدينة دون أن يسفر انفجارها عن أي خسائر بشرية أو مادية.
وكان التنظيم قد قصف المدينة بوابل من القذائف الصاروخية ما اضطر لإعلان حالة منع التجول داخل المدينة حرصاً على حياة المدنيين.
وتمكنت فصائل الجيش الحر بالرغم من ضراوة المعركة في مارع من تحرير بلدة «نياره» قرب «إعزاز» وهي إحدى البلدات التي كان التنظيم قد اجتاحها قبل يوم واحد من هجومه على مارع.
وقالت شبكة حلب24 أن التنظيم قد أعد لهجومه يوم الجمعة 26 أيار تحت كميرات طائرات استطلاع قوات التحالف الدولي التي غابت عن سماء المعركة طيلة هجوم التنظيم، خلافاً لما يجري على جبهات القتال في ريف الرقة الشمالي التي واظبت طائرات التحالف على إسناد القوات الكردية وبتمهيد الأرض أمام تقدمها الطفيف الحاصل على تلك الجبهات.
لم يتوقف تنظيم داعش، منذ عامين وحتى اليوم، عن محاولة السيطرة على مدينة مارع، وكسر ثوار مارع على أسوارها، جيش «الخرافة» والذي ترك كل جبهات القتال في سوريا، وأرسل مفخخاته وانتحاريه الى تلك المدينة، ومايزال يردد قادة التنظيم، «أن طريق الى روما والقدس، يمر من مارع».