تعيش مناطق ريف إدلب ظروفاً صعبة، وارتفاع في أسعار المواد الغذائية، تحت وطأة القصف اليومي المتواصل، وندرة الوظائف، وانقطاع أشكال الحياة المدنية بفعل الحرب، وهي تفاصيل تجعل التفكير في وضع اقتصادي مستقر ضرباً من المستحيل.
كل هذه الظروف قادت إلى افتتاح بيت المونة، وهو مشروع جديد أقيم في بلدة حاس الواقعة في ريف ادلب الجنوبي، بالتعاون مع جمعية نماء سوريا، وبدعم من جمعية البنيان الكويتية.
يقوم المشروع على مبدأ توفير المواد الغذائية الأساسية للمواطنين بكميات مستدامة وبأسعار مناسبة، ومنافسة للأسواق المحلية في وقت كثر فيه تجار الأزمات بحسب محمد النجار مدير المشروع: «مشروع بيت المونة هو مشروع خيري افتتحناه في قرية حاس بالتعاون مع شركائنا في جمعية نماء سوريا، وبدعم من جمعية البنيان الكويتية، وبدأنا بهذا المشروع بشهر 12العام الفائت».
ويضيف النجار: «كانت فكرة افتتاح مشروع بيت المونة نتيجة لاحتكار التجار للمواد الغذائية الأساسية والتي يحتاجها السكان بشكل يومي، فقمنا بتقييم أسعار السوق المحلية، ولاحظنا من خلال هذا التقييم أن معظم التجار في المنطقة تستغل المواطن، وانطلاقا من هذا الأساس قمنا بتقديم مشروع بيت المونة، وافتتحناه من أجل استهداف العائلات الفقيرة، وذلك عن طريق نظام جديد هو الأول من نوعه في المنطقة، والذي يتم من خلاله إعطاء العائلات الفقيرة قسائم الكترونية بموجبها يتم تسليمهم المواد بشكل مجاني، كما وخصصنا قسائم الكترونية استهدفنا بها العائلات متوسطة الدخل من أجل أن تباع لهم المواد بأسعار الجملة».
خمسة أشهر كانت كفيلة أن ينتشر اسم المشروع، وأن تُوجه نداءات كثيرة إلى القائمين عليه من أجل افتتاحه في مناطق أخرى، وذلك لضيق الأوضاع المعيشية التي يمر بها سكان الريف الإدلبي، وهنا يقول النجار: «بعد خمسة أشهر من انطلاق المشروع، لاحظنا أن هناك قابلية في توسيع المشروع بمناطق أخرى، وأن نقوم بفتحه خارج ريف ادلب الجنوبي، على اعتبار أن المشروع يغطي ريف معرة النعمان الغربي وهناك قابلية لافتتاحه بريف معرة النعمان الشرقي، أو ممكن في منطقة ثانية من ريف ادلب».
يقول أحمد، وهو أحد القائمين على المشروع: «نتيجة للنجاح الذي لاقيناه في المشروع، من خلال آراء الناس بعد التقييم بمدة شهرين من افتتاحه، لاحظنا أن جميع الآراء ايجابية، كما وشجعونا على توسيع المشروع، حتى أن شركاءنا في مناطق أخرى وجهوا لنا نداءات من أجل افتتاح فرع آخر في مناطقهم».
وتقول أم أحمد إحدى زبائن بيت المونة: «الوضع بات يلائمني أكثر، خصوصا من ناحية قدرة بيت المونة على سد الحاجات الأكثر إلحاحا، وخلال جولتي فيه وجدت كل ما أحتاجه من مواد للمنزل، وبأسعار مناسبة، حتى أن المواد المتوفرة داخله أكثر جودة منها في الأسواق، وأتوجه بالشكر لكل من أسهم في إطلاق هذا المشروع.