زيتون – أسامة الملوحي
من تهون في ناظريه دماء مئات ومئات من جنود الغوطة الميامين الذين سقطوا في الاقتتال الداخلي بين الفصائل فسيفهم العنوان تهجما على الشيخ أسامة الرفاعي وسيترك كل ما في المقال ويتمترس للدفاع عن الرفاعي ومن معه.
الشيخ أسامة الرفاعي يترأس منذ التأسيس المجلس الاسلامي السوري وهو مجلس يُفترض أنه يمثل تجمع العلماء والدعاة في جانب الثورة السورية واكثر من ذلك.
ولأنه الشيخ الدمشقي الأعلى رتبة في جانب الثورة والنزاع دمشقي تزداد المسؤولية والتبعة في عنقه.
وقد قالوا عما فعله الشيخ أسامة بشأن نزاع الغوطة أنه قد تدخل كثيرا وتكلم كثيرا كثيرا ولم يترك بابا لم يطرقه ولم يترك قناة إلا وحاول من خلالها, ولم يترك دربا لم يسلكه لحل الخلاف.
وقالوا هو يتصل بمن يسمع له ولكن السامعين من الطرفين قلّة، والذين يُصغون ويتدبرون قلّة، والذين يُطيعون غير موجودين أصلا، ولا رأي لمن لا يُطاع.
لهذه النتيجة وصل هو ومن معه: “لا رأي لمن لا يُطاع، اتركوهم لا فائدة من نصحهم، ولا حاجة للكلام معهم “.
عجبا ومن كان يتوقع منهم أن يسمعوا؟
وهل يتوقع أحد من الذي استباح دماء إخوانه بالمئات أن يستمع لنصح أو ارشاد؟
ومن قال لأسامة الرفاعي تكلم معهم واسع للصلح بينهم؟
الآية الكريمة تقول “وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما”:
الخطاب بالأمر “فأصلحوا” كان بصيغة الجمع أي أن المعني بالخطاب مؤسسة الجمع وليس الفرد ولا مؤسسة تُعلن عن نفسها وتحتكر العمل الاسلامي الدعوي في سوريا اليوم إلا مؤسسة المجلس الإسلامي السوري فهي المعنية بأصلحوا، وللإصلاح:
– لابد من لجنة عليا منتخبة من المجلس الاسلامي تملك صلاحيات عليا ويقف خلفها الجميع داخل وخارج المجلس الاسلامي بحشد منظم مكثف عاجل.
– تقوم اللجنة بالسعي الحثيث وبورشات عمل نشطة ساخنة وبجهود في الليل و النهار لمعرفة كل التفاصيل عن أسباب الخلاف ودوافعه وارتباطاته ومجرياته وتاريخه وأشخاصه ولذلك لابد من استقدام كثيرين واستجواب كثيرين وسماع كل الآراء عبر كل الوسائط وكتابة الشهادات وتوثيقها وتوكيدها بالقسم والقرائن وغير ذلك.
– لابد أن تعي اللجنة وان تفقه في كل شيء يصل لمسامعها وسجلاتها وأن تستعين لذلك بمختصين وعارفين عسكريين واداريين وسياسيين ووجهاء وأن توضع الخرائط العسكرية والادارية أمام اللجنة لتُرسم التداخلات والتموضعات وسائر التفاصيل.
– لابد أن تصل اللجنة العليا في جهدها الحثيث لما يمكن أن نسميه “البينة الكبرى” التي تذكر الحقائق المستنتجة بصراحة ووضوح واختصار.
– وتنتقل اللجنة بعد ذلك إلى مرحلة وضع الحل الجذري العادل المناسب الشامل الذي يملك خواص العلاج الدائم النهائي دون النظر إلى دواعي المجاملة أو التدرج أو الاكتفاء بأنصاف الحلول….وتستعين اللجنة بمن تريد من خبراء وعلماء في هذا الشأن.
– من الممكن أن يكون ضمن الحل فرض تغييرات محدودة أو شاملة في القيادات العليا أو الميدانية …أو طرد أفراد واحالتهم للمحكمة أو سحب فصيل من مواضعه أو أي تدبير مهما كان كبيرا وحسّاسا.
– من الممكن أن يكون ضمن الحل تعيين قادة جدد ميدانيين أو في الصفوف الأولى بأسمائهم ويبلغون سرا أو علنا حسب المصلحة.
– يُعرض الحل أمام مجلس موسع يضم المجلس الإسلامي السوري ومن تختاره لجنة عليا من خارجه ليكون المجلس ذا عدد كبير من الثقات الذين يقسمون قبل حضورهم على قول الحق والشهادة به والتصويت له على ما يرضي الله الجليل.
– يتم التصويت للموافقة على الحل بعد نقاش مختصر في المجلس الموسع ويتم اقرار الحل بأغلبية ثلثي الحاضرين.
– ويكون من فقرات القسم قبل دخول المجلس الموسع أن لا يبوح الحاضر بما علم لضمان الكتمان وأن لا يُحدّث برأيه بعد الإقرار وإن سُمح له بالتحدّث فيُحدّث بما تم التوصل إليه حصرا.
– بعد إقرار الحل يتم إبلاغ الأطراف به وبتفاصيله وبخرائطه وتوقيتاته وتغييرات القادة فيه وآليات الرقابة لتنفيذه وبكل ما فيه من جزئيات وعقوبات.
– إذا رُفض الحل من طرف فيتم تفعيل آلية “فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ” ويكون قتال من يبغي كما يأتي:
– يتم التحري السريع الأكيد عن مسببي الرفض والبغي كافراد مهما كثر عددهم.
– تصدر فتوى قد جُهزت ضمن الحل ودراسته يكون فيها هدر دم الذين ثبت تسببهم في الرفض والبغي.
– يتم إصدار فتاوى أوامر لجنود الغوطة لقتل الذين صدرت بحقهم فتاوى هدر الدم من قادتهم.
– يتم اصدار فتاوى تحريم امداد الأفراد الذين ثبت تسببهم في الرفض والبغي بأي تبرعات أو مساعدات أوعينيات .
– يتم الحشد الإعلامي والدعوي ضد هؤلاء على نطاق واسع ويتم التشهير بهم بجهد مستمر مؤثر وعبر مصطلحات وتعميمات وبيانات.
– اصدار فتاوى بمقاطعتهم ونبذهم وتحميلهم المسؤولية أمام الله والناس عن كل ما ينتج من تمردهم وبغيهم.
– واجراءات أخرى كثيرة يمكن أن تصل إلى حد تكليف أفراد ومجموعات بتصفيتهم أو اعتقالهم.
– وتُدرج كل الإجراءات التي يمكن أن تُقترح في ورشات العمل للضغط وإجبار البغاة وسيتفاجأ الواثقون بعون الله بوجود الكثير الكثير مما يُلزم ويُرهب بإذن الله الجليل.
– فإن فاءت الفئة الباغية “…فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين”
– وسيكون في نجاح ذلك سابقة وتالية إن احتاج الأمر في مناطق أخرى في سوريا.
– الوقت اللازم لبلوغ وإخراج ما ذُكر لن يتعدى أسبوعا واحدا إن توفرت النية والعزيمة والإرادة والجرأة من المعنيين.
– كل السوريين الثائرين يريدون مثل ذلك وينتظرونه وسيشاركون فيه ويمتثلون لأوامره ويعينون فيه إن صدر, ومن شاء أن يتحقق فليستفت الناس مسرعا.
ولن يستطيع فعل ذلك والحشد إليه من المجالس إلا من تصدرها وهو المجلس الإسلامي وإلا فليحلَّ نفسه على الفور عسى أن يخف الوزر العظيم عن ظهور متصدريه….وجرأة تنفيذ ذلك لا تقل عن جرأة المجاهدين الصادقين في الداخل وحان الوقت ليكون المشايخ علماء مجاهدين وعندئذ يفرح المؤمنون ويُجلّون علماءهم ويوقنون أن نصر الله قد اقترب.