استخدمت القوات الحكومية السورية (قوات الجيش والأمن والميليشيات المحلية والأجنبية المقاتلة الى جانب النظام) سياسة حرق البشر وهم أحياء حتى الموت إضافة الى حرق الجثث لأشخاص بعد إعدامهم بشكل كبير منذ بدء الأحداث في الأراضي السورية في العام 2011 وصعدت من عمليات الحرق بشكل كبير خلال العام 2012 وتواصلت هذه الأحداث على مدار الأعوام اللاحقة.
ولم تأخذ عمليات حرق البشر أحياء على يد النظام السوري بعدا إعلاميا كبيرا لأن القوات الحكومية الرسمية تنكر أنها تقوم بتلك الجرائم بينما تتبناها مواقع الكترونية محلية عدة موالية للقوات الحكومية بل تتفاخر بها كما لم تقم القوات الحكومية بتصوير تلك الجرائم على شكل فيلم استعراضي بل تم تصوير تلك الجثث بكاميرات متواضعة من قبل ذوي الضحايا أو عبر النشطاء المحليين وتم نشر تلك الصور ومقاطع الفيديو بطريقة اعتيادية في المواقع المختلفة أو تم إرسالها لنا عبر البريد الالكتروني ولذا كان عمل فريقنا في رصد هذه الأحداث ومتابعتها مضنيا للوصول الى نتائج دقيقة وذات مصداقية.
وقد أخذت جريمة مقتل الطيار الأردني الكساسبة حرقا على يد تنظيم الدولة الإسلامية بعدا عالميا ولقيت تغطية واسعة من وسائل الإعلام وحق لها ذلك، في المقابل لم يكن هناك صدى يذكر لعمليات الإحراق المؤلمة التي اقترفها النظام السوري ولقوات التابعة له بحق مئات المواطنين السوريين سواء وهم أحياء أو بعد قتلهم من خلال حرق جثثهم وهو ما يهدف هذا التقرير الى إلقاء الضوء عليها وصولا الى تفعيله عالميا للعمل على محاسبة الجناة ووقف إفلات قادة النظام السوري من العقاب.
الشبكة السورية لحقوق الانسان