في ظل الظروف التي تعيش بها مدينة حلب من قصف بالبراميل المتفجرة والصواريخ من الطيران الحربي والمروحي التابع لقوات النظام، هناك رجال وضعوا على عاتقهم مساعدة المدنين وإسعافهم وإخراجهم من تحت الركام، وتنظيف الفوضى التي تخلفها البراميل والصواريخ، وهم رجال الدفاع المدني بحلب، حيث يكونوا أول الواصلين الى أماكن القصف، لا يهمهم القصف واستهدافهم من قبل الطيران الحربي، وهم الذين قدموا عدة شهداء في سبيل إخراج المدنين من تحت ركام القصف.
لكن هؤلاء الرجال تعرضوا بالفترة الأخيرة لانقطاع رواتبهم بعدما كانت تصل متأخرة من الحكومة المؤقتة، وأقام رجال الدفاع المدني عدة اعتصامات وتظاهرات للمطالبة بمستحقاتهم المادية دون أن تلقى أذان صاغية من الحكومة أو الائتلاف.
الى أنهم استمروا بالعمل بشكل تطوعي وبدون رواتب منذ ثلاث شهور، حتى أن البعض منهم قاموا ببيع أثاث من منازلهم لسد رمق عائلاتهم، دون أن يحرك ذلك شيئاً لدى المسؤلين عن رواتبهم.
تشكلت مؤسسة الدفاع المدني هذه في مدينة حلب وريفها مطلع عام 2013 بهمة بعض الناشطين الذين تطوعوا لأداء هذا العمل معتمدين في تلك المرحلة على معدات يدوية بسيطة، وكان العمل تطوعيا بدون أي مقابل، والعمل بالأيدي وبأدوات بسيطة وبدائية لمثل هذه الأعمال، حتى تشكل مكتب الدفاع في مجلس المحافظة الذي دعم المؤسسة عن طريق الحكومة السورية المؤقتة والائتلاف السوري.
عمال الدفاع المدني كانوا يعانون وبشكل مستمر من تأخر رواتبهم التي لا تتجاوز الـ150 دولار للفرد الواحد، حتى انقطعت عنهم منذ ثلاث شهور، الأمر الذي دفع بناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي بإنشاء حملة تطوعية لجمع أموال لدعم الدفاع المدني، وذلك عن طريق جمع تبرعات بمدينة حلب وبمدينة عنتاب التركية، بأشراف ومتابعة أعضاء من الدفاع المدني، وذلك للمساعدة بدفع 50 دولار “ما يعادل 12000 ل.س” لكل فرد من أفراد الفريق البالغ عددهم 70 داخل المدينة، والموزعين على عدة مراكز وهي مراكز أحياء هنانو، والأنصاري، وحلب القديمة، وباب النيرب، للمساعدة باستمرارية الفريق ودعمه قدر الإمكان، بظل تجاهل كبير من المسئولين في الحكومة المؤقتة، فهل ستنفرج الأمور وتقوم الحكومة بتأمين مستحقات الفريق وتأمين مصاريف تشغيلية للفريق من بدل محروقات وأعطال، أم أن الفريق سيشهد انسحاب أعضاء منه بسبب الظروف العائلية التي بدأووا يعيشونها في ظل الأوضاع الصعبة التي تعاني منها المدينة وغلاء الأسعار
خالد أبو الوليد