جريدة زيتون
تحرير زيتون
أفرزت التطورات الحاصلة في منطقة “حوض اليرموك” بريف درعا الغربي جملة انعكاسات سلبية على واقع الحياة، بدءا من أثار فرض الحصار القاتل على المدنيين الذي دخل حتى تاريخه يومه الخامس والعشرين، وصولاً إلى اتباع الفصائل المتقاتلة سياسة الاستهداف العشوائي في منطقة تضم أكثر من 25 ألف مدني.
وفي إطار عمليات الاستهداف المتبادلة تقول المصادر الميدانية إن مدارس حوض اليرموك بريف درعا أضحت هدف مباح لقصف خلايا “داعش” من جهة وفصائل المعارضة، التي تشن ضدها حملة أمنية وعسكرية منذ أكثر من شهرين، الأمر الذي أدى لتعطل غالبية المرافق التعليمية في المنطقة التي تعد أولى مناطق درعا المحررة من تواجد قوات الأسد منذ أواخر العام 2012م.
محمد م. مدرس في إحدى دور التعليم في المنطقة، يقول لـ”زيتون”: “يومياً نعمد إلى صرف الطلاب في المرحلة الابتدائية والإعدادية من أربع إلى ثمان مرات على أقل تقدير، نتيجة الخوف عليهم من عمليات الاستهداف المدفعي وبقذائف الهاون والصواريخ من الطرفين المتحاربين، ناهيك عن مدى التضييق الذي تمارسه خلايا داعش في المنطقة علينا من الوجهة التعليمية”.
ويضيف “أكثر من 12 مرة تم استهداف المدارس العاملة في المنطقة من قبل الفصائل التابعة للجيش الحر والتي تشترك معها أحرار الشام وجبهة النصرة في الهجوم وحصار حوض اليرموك، وتلك العمليات أسفرت عن استشهاد عدة طلاب هم في سن الطفولة وجرح آخرين، فضلاً عن أضرار مادية أصابت مرافق تتبع القطاع التعليمي، دون قدرتنا على فعل أي شيء تجاه ذلك لكوننا جميعاً هنا ضحايا لما يجري من اقتتال”.
ويشير محمد إلى أن خلايا تتبع تنظيم “داعش” في المنطقة تعمد إلى احتلال بيوت تتبع مدنيين وتقع قرب بعض المدارس، حيث تتخذ منها مقار عسكرية، كما تعمد ذات الخلايا إلى وضع مقار لها في مناطق ملاصقة لدور التعليم، ما جعلها هدفاً للقصف الذي تشنه الفصائل المعارضة، متهماً الأخيرة أيضاً بعدم توخي الحذر وتبيان ما ينتج عن قصفها من “نتائج كارثية على منطقة محررة من قوات الأسد بدماء أبناءها” على حد تعبيره.
وتقول س. خ. وهي أم لأربعة أطفال في إحدى قرى حوض اليرموك، إنها منعت أطفالها عن مدارسهم منذ أكثر من 20 يوماً، نتيجة خوفها عليهم من القصف الذي تشنه الفصائل التابعة للمعارضة.
وتضيف: “يضعون مدافع وصواريخ في سحم الجولان وعين ذكر (بلدتان محيطتان بحوض اليرموك) ويقصفون بها مناطقنا ويقولون إنهم يضربون داعش.. لا أحد يموت من داعش! فقط نحن نموت ونصاب وتتدمر بيوتنا، حتى المدارس لم يتركوها… صرنا نخشى على أولادنا أن يذهبوا ولا يعودوا!”.
يذكر أن منطقة “حوض اليرموك” تتكون من حوالي 14 تجمع سكني بين قرية وبلدة، بالإضافة إلى أكثر من 6 تجمعات سكانية أصغر، وتتوزع تلك المناطق على مساحة جغرافية تمتد من أقصى جنوب ريف القنيطرة وصولا إلى أقصى جنوب غرب محافظة درعا، وتلامس الشريط الحدودي مع الجولان المحتل عند خط وقف إطلاق النار لعام 1974م وكذلك الحدود الأردنية.
