زيتون – أمل علاوي
نعوش القتلى من قادة و أفراد الحرس الثوري والميليشيات الشيعية التي تقاتل من أجل إبقاء نظام الأسد، مازالت تتقاطر من دمشق بإتجاه طهران وبغداد وبيروت، ويتم تطعيم هذه النعوش بين فترة وأخرى بنماذج أخرى نظير الحارس الشخصي للرئيس السابق أحمدي نجاد أو الحارس الشخصي للمرشد الاعلى للنظام خامنئي، وتقاطر هذه النعوش يرتبط جدلياً بتصاعد حدة المعارك والمواجهات الدائرة ضد الثورة السورية التي تصر على إسقاط الاسد وإنهاء نفوذ وهيمنة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في سوريا.
الخسائر المتزايدة لتحالف طهران ـ دمشق ـ حزب الله والميليشيات الشيعية الأخرى في سوريا ولا سيما من الناحية المعنوية، تترك آثاراً کبيرةً وواضحةً على الأوساط السياسية في طهران وخصوصاً الجناحين الرئيسيين، حيث يتصاعد الصراع و الجدل بين الجناحين ويسود بسبب ذلك تضارب وتناقض في الآراء والمواقف بشأن التدخل الايراني في سوريا مما يٶکد على حالة تخبط فريدة من نوعها في طهران.
حالات التخبط تترافق عادة مع وجود خلل أو تراجع سياسي أو عسکري أو إقتصادي، والذي يبدو واضحاً و جلياً، أن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يمر بحالات التراجع المذکورة جميعها، ويزداد وضعه سوءً کلما مر الزمن الى الحد الذي يمکن تصوير الأوضاع في سوريا بأنها أشبه ماتکون بدوامة لطهران تصيب قادة ومسٶولي النظام بدوار غريب من نوعه، إذ لم يعد بمقدورهم تسيير الأمور کما کان الحال في الأعوام الماضية.
فشل المخطط الايراني في سوريا وإلحاق الهزيمة به وعدم مقدرة التدخل الروسي من تغيير دفة الصراع في سوريا لصالح طهران ـ دمشق، وضع النظام في إيران في موقف حرجٍ جداً وصل الى حد إجباره على إرسال وحدات من الجيش الايراني خارج الحدود لأول مرة منذ إنتهاء الحرب ضد العراق وهو مٶشر خطير يٶکد على تراجع خيارات طهران ازاء الأوضاع في سوريا وقوة الضغط المرکزة عليه وعلى قوات حليفه المنهار الأسد من جانب الثورة السورية، وإن طرح خيار الحل السلمي الذي جاء بإسلوب وسياق لايتفق مع مخطط طهران في سوريا، يعني فيما يعني بأن الدوامة السورية تکبر وتکبر بوجه طهران وحلفائها وإنها باتت تهددهم جميعاً وتٶشر لمستقبل جديد لايوجد فيه نظام الأسد ولا النفوذ الايراني في سوريا.