المطلوب أن نفعله تجاه ما يحدث في حلب : أن نقوم بعد غد الثلاثاء بتغيير صور البروفايل على صفحاتنا على “فيسبوك” إلى اللون الأحمر مع هاشتاغ #حلب_تحترق و #Aleppoisburning ، ثم نقوم بالتعليق على ما ينشره المسؤولون والجهات الرسمية العربية والغربية على صفحاتهم بتعليقات احتجاجية فتكتسي، صفحاتهم بلون الدماء التي يسكتون عنها.
تخيلوا وقد اكتست صفحات الاتحاد الأوروبي مثلاً ومجلس الأمن والبيت الأبيض والكرملين والجامعة العربية، باللون الأحمر من مئات الآلاف وربما الملايين، من التعليقات والصور التي تتحدث بصوت واحد هادر قوي، بالطبع هذا يعتمد على مدى التجاوب مع الفكرة وانتشارها.
تخيلتم؟.. تماماً.. هذا ما أقصده.
شاركوا إن أعجبتكم الفكرة.. وانشروها في أرض الله الواسعة.
قد يلجأ المسؤولون العرب إلى الحديث عن مؤامرة كونية ومنع التعليق على صفحاتهم الرسمية أو حتى إلغائها بلا غضاضة لكن الغربيين لن يفعلوا. لن يمكنهم تجاهل الأمر.
على الأقل ستصل الرسالة بقوة إليهم وإلى الرأي العام المؤثر في بلدانهم.
لماذا؟ وما الجدوى؟
لسنا معنيين هنا بمن يكتفون بانتقاد أي مظهر احتجاجي على اعتبار أنه لا جدوى من فعل أي شيء، فبديلهم هو اللاشيء الذي يمكنهم الاحتفاظ به لأنفسهم.
ولسنا معنيين بمن يعتقد أن بشارالأسد يقتل الأطفال لمحاربة الدواعش و”الحفاظ على الدولة والاستقرار”، فهؤلاء قوم في عقولهم وقلوبهم ونفوسهم مرض، ابتلانا الله بهم كما ابتلانا ببشار وأشقائه في الإجرام.
إذا كان الغرض من المظاهرات هو التعبير عن الاحتجاج لإيصال رسالة والضغط لاتخاذ خطوات عملية من شأنها أن تغير واقعاً بائساً أو ظالماً، وإذا كان التظاهر بالحضور الجسدي الشخصي غير مُتاح لأسباب كثيرة، فلماذا لا تكون هناك “مظاهرات إلكترونية” تفرض نفسها في وسائل التواصل الاجتماعي؟
لماذا يجب أن يقتصر تفكيرنا على الوسائل التقليدية فقط؟ لماذا لا نفكر خارج الصندوق كما يُقال.
كما أن التطورات التكنولوجية قد عطلت قدرة الحكومات المستبدة على حجب المعلومة، فقد سمحت كذلك بابتكار بدائل للاحتجاج والتعبير لا سلطان لمستبد عليها.
كان لافتاً جداً حجم الاستجابة الكبيرة للتضامن مع أهلنا في حلب عن طريق تغيير صور البروفايل في وسائل التواصل الاجتماعي مصحوبة بهاشتاغ #حلب_تحترق لنشر الوعي عن الجرائم التي يرتكبها بشار والروس وداعموهم هناك.
في أوقات مضت كان يمكن أن نسمع الأصوات الهادرة للشعوب العربية والحرة في مظاهرات عارمة تملأ شوارع المدن الكبيرة عن بكرة أبيها وتعبر عن الغضب إزاء ما يرتكبه مصاص دماء مثل بشار الأسد وداعميه من المجرمين وقتلة الأطفال في الشرق والغرب.
أصوات الشعوب هذه خبت بشكل ملحوظ، لأسباب عديدة قد يكون منها الاعتياد للأسف على مناظر الدماء وحالة الإحباط المستمرة والمتراكمة، ومنها أيضاً أن جزءاً لا يستهان به من هذه الشعوب سقط فريسة للاستقطاب السياسي والطائفي الحاد الذي جعل منهم من يحاول تبرير جرائم الأسد بحجج لا تقل نتانتة عن ما يفعله.
لكني أحسب أن السواد الأعظم من الناس بكل أطيافهم وطوائفهم لم يتجرد من إنسانيته، يرفضون قتل الأطفال على الأقل أياً كانت ملتهم أو طائفتهم وأياً كان قاتلهم.
من أسباب غياب المظاهرات الغاضبة المحتجة أيضاً أنها ممنوعة تماماً في عدد من الدول منذ تكوينها، بينما أصبح يواجهها أشقاء بشار في الإجرام في بعض الدول بالرصاص الحي، ومنعت الظروف العصيبة من الاقتتال الداخلي شعوباً أخرى من إظهار تضامنها بهذه الطريقة.
ومن أوصل هذه الشعوب للاقتتال الداخلي؟ قد يقول متذاكٍ. أوصلها المستبدون الذين حكموا الناس بالحديد والنار لعقود من الزمن مثل بشار والقذافي وغيرهما.
من هذا المنطلق أطرح فكرة “المظاهرات الإلكترونية” مع تحية إجلال وإكبار للقلة القليلة التي تعمل بعزم لا يلين لدعم الناس على الأرض بالتطوع لإغاثة النازحين واللاجئين وتوفير احتياجاتهم من العلاج والمأكل والملبس وتعليم الأطفال رغم الظروف الحالكة، وهؤلاء المخلصون الذين يعملون بعيداً عن الأضواء وأعرف بعضهم، هم خيار الناس، ولا توجد كلمات تفيهم حقهم، وهم قوم لا ينتظرون شكرًا ولا عرفاناً.
نشعل شمعة.. ولا نكتفي بلعن الظلام.
همسة: فكرت في “المظاهرات الإلكترونية” في الأساس قبل صور حلب الصادمة للفت النظر إلى مأساة بلدي والشعب الإريتري الذي يرزح تحت نير الاستبداد ولا يتحدث عنه أحد.
إذا كنت “إنساناً” وزد على ذلك أن الله رفع عنك بلاء الجهل، فتأكد أنك لن تقول: “مالي أنا ومال إريتريا”، وذلك أمر سأعود إليه في تدوينة قادمة. لكل حدث حديث.
#Assadburnsaleppo
#الأسد_يحرق_حلب
هافينغتون بوست