تشهد مدينة القامشلي في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا تصعيدًا متزايد الوتيرة بين قوات النظام و ميليشياته الموالية من جهة، و الميليشيات الكردية من جهة أخرى، على خلفية ما تناقلته وسائل إعلامية مختلفة من قيام عناصر الأسد بمحاولة اعتقال أفراد دورية تتبع لميليشيا الأسايش الكردية قبل أيام.
و فيما تتناقل صفحات كردية ما تصفه “خضوع النظام بقدوم عدد من كبار ضباطه لمحاولة استرضاء وحدات حماية الشعب الكردية لحل الإشكال الجاري”، قال ناشط كردي لموقع “مرآة سوريا” إنّ الرواية المتداولة حول سبب الخلاف تقف وراءها تفاصيل تجنبت وسائل الإعلام الكردية ذكرها.
و أوضح “فرهاد حمّي” الذي ترك المدينة قبل يومين و انتقل إلى خارج سوريا أنّ عناصر يتبعون لجيش الأسد استدرجوا مقاتلتين تتبعان لقوات الأسايش إلى شقة بجوار إحدى المقار الخاضعة لهم قرب تقاطع شارع “الوحدة” و قام 7 أفراد باغتصاب الفتاتين جماعيًا و احتجازهما لأكثر من 9 ساعات.
و قال “حمّي” الذي اعتقلت الميليشيات الكردية أحد أقاربه بسبب نشاطه السياسي المناوئ لانتهاكات الوحدات و الأسايش في مناطق سيطرتها، و قتل في المعتقل تحت التعذيب:”خرجت دورية تتبع لقوات الأسايش فيها 5 عناصر للبحث عن زميلتيهما المفقودتين اللتين أبلغتا إحدى صديقاتهما بأنّهما ذاهباتان لقضاء بعض الوقت مع عناصر حاجز “410” (تسمّي قوات الأسايش حواجز النظام داخل القامشلي بأرقام تبدأ بـ 400) .
و لدى وصول الدورية إلى حاجز الـ 410 حصلت نقاشات حادة تطورت إلى اشتباكات بالأيدي و محاولة عناصر الأسد اعتقال أفراد الدورية الخمسة قبل أن تأتي 3 دوريات دعم أخرى و تبدأ الاشتباكات المسلحة التي أخذت خطًا تصاعديًا فيما بعد، بحسب ما بيّن “حمّي”.
ويردف “حمّي” بالقول:”خرجت من القامشلي و لم أعرف عن المختطفتين الكرديتين شيئًا بعد، لكن أبلغتني مصادر من داخل المدينة بأنّهما قد ظهرتا بالفعل تحملان السلاح و تشاركان في النزاع المسلح ظهر الخميس 21 نيسان، دون أن تردني أية تفاصيل أخرى حولهما”.
و كانت الاشتباكات المسلحة قد تطورت لتصل إلى مرحلة السيطرة على مناطق ونقاط و اغتنام عتاد و ذخيرة و أسلحة، وسط قصف مدفعي من قبل جيش الأسد الذي أوقع ضحايا مدنيين في أحياء تسيطر عليها الميليشيات الكردية في المدينة.
و تعتبر الميليشيات الكردية حليفًا استراتيجيًا للأسد في مناطق الشمال السوري، و تنشط أجهزة مخابرات النظام في التنسيق مع المسلحين الأكراد و توجيههم ضد قوات المعارضة السورية و تنظيم الدولة.
المصدر : مرآة سوريا