جريدة زيتون
أسفرت عمليات القصف الممنهجة التي نفذتها وتنفذها مقاتلات سلاح جو النظام السوري وحليفه الروسي على معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، عن دمار كبير أصاب البنية التحتية لشبكة الصرف الصحي، ما أدى لتسرب مياه الصرف واختلاطها مع مياه الشرب، في حادثة خطيرة من نوعها.
بالمقابل، أعلن المجلس المحلي لمدينة المعرة على صفحته في “فيس بوك”، بتاريخ 14/4/2016، معرة النعمان مدينة “منكوبة”، نتيجة تلف خطوط الصرف الصحي وتسرب المياه الملوثة إلى المياه المخصصة لشرب المدنيين، موجهاً بنفس الوقت نداء استغاثه للمنظمات العاملة في هذا المجال لانقاذ المدينة من كارثة مقبلة.
وأفاد نائب رئيس المجلس المحلي لمدينة معرة النعمان عمار الصبوح لجريدة “زيتون”: “تعرضت المدينة لقصف عنيف بالطائرات والبراميل المتفجرة، الأمر الذي تسبب بدمار في البنية التحتية لشبكة الصرف الصحي، ما أدى لتسرب مياه ملوثة واختلاطها مع المياه الجوفية، وأحدث الأمر تلوثاً في الآبار السطحية التي يعتمد عليها أكثر الأهالي في الشرب”.
وأوضح الصبوح أن أثاراً كبيرة مضرة قد تنتج عن عمليات الاختلاط المشار إليها، على رأسها انتشار الروائح الكريهة وتوفير البيئة الملائمة لنمو الحشرات الناقلة للأمراض وخاصة الذباب والبعوض، مؤكداً تسجيل حالات إصابة بالتهاب الكبد الوبائي من النمط A والحمى التيفية والاسهالات المائية والزحار، بالإضافة للأمراض الجلدية التي ينقلها البعوض والذباب وخاصة الليشمانيا الجلدية (حبة حلب).
ونوه المسؤول المحلي إلى أن طرق الوقاية من الكارثة الصحية تتمثل بالدرجة الأولى باصلاح شبكة الصرف الصحي في المدينة ومعالجة مياه الصرف نفسها بشكل آمن، كما أكد على ضرورة تعقيم آبار المياه الجوفية، فضلاً عن التثقيف الصحي ورفع المستوى الصحي للمدينة.
وفي جواب على سؤال وجهه مراسل “زيتون” حول وجود خطة إسعافية لدى مجلس المعرة المحلي لمواجهة القصف الذي تتعرض له المدينة او مساعدة الأهالي الذين تضرروا، أجاب الصبوح: “لا يمكن مواجهة القصف الا بمضادات الطيران، وسنحاول تأمين أية طريقة يمكن من خلالها تخفيف المعاناة عن الأهالي”.
كما عقب الصبوح مجيباً على سؤال آخر حول مشاريع وأعمال المجلس المحلي وتعاونه مع الأهالي وعلاقته بأوجه الحراك السلمي في المعرة بالقول: “بالنسبة للمظاهرات فإن المجلس يساعد كلما اقتضت الحاجة، عبر تنظيم اللافتات والمساعدة في الأمور اللوجستية، كما يقوم المجلس بعدة مشاريع منها تجهيز ملجأ ومشروع تجهيز محطة مياه جديدة ومشغل تريكو وتأمين ضاغطتان وبوب كات وتجهيز وترميم بعض مدارس، كما يجري العمل على صيانة عدة نقاط للصرف للصحي، ناهيك عن الإزالة الدورية للقمامة والركام وترحيلها”.
يذكر أن الطيران الحربي قد ارتكب أمس مجزرة في معرة النعمان راح ضحيتها حوالي 40 شهيدا وعشرات الجرحى.
