“الكبانة” و “النظام” وهجومه الحادي عشر عليها

13043398_264039630605652_7654095071753357081_n

شنّ الثوار يوم الاثنين الفائت هجوماً عنيفاً على معاقل قوات النظام في جبلي التركمان والأكراد بريف اللاذقية، ضمن معركةٍ أطلقوا عليها اسم “رد المظالم”، وذلك رداً على خروقات النظام المتكررة للهدنة واستهدافه للمدنيين، وسط صمت المجتمع الدولي المطبق.
وشكّل الثوار في ريف اللاذقية غرفة عملياتٍ موحدة للمعركة، ضمّت 10 فصائل، وبدأ الثوار معركتهم بتمهيدٍ مدفعي على “قلعة شلف، وكنسبا، ونحشبا، وتلة رشا، والحدادة، وعين القنطرة، ونقاط أخرى في جبل الأكراد”.
وبالتزامن مع قصفٍ جويّ من الطيران الحربي وقصفٍ مدفعيّ وصاروخيّ من قبل النظام على قرى وبلدات جبلي التركمان والأكراد، تمكن الثوار من السيطرة على بلدات “المازغلي، ونحشبا، ورشا وتلتيها، والملك في جبل الأكراد، وتلتي أبو علي، والبيضا في جبل التركمان”.
وأجبر الثوار قوات النظام على الانسحاب إثر مقتل أكثر من 20 عنصرا في صفوفها وجرح عدد آخر ، وتدميرهم لمدفع عيار 130 مم لقوات النظام، وقاعدة كورنيت ، وسيارة مليئة بالذخيرة على طريق عين القنطرة في جبل الأكراد بعد استهدافها بصاروخ تاو من قبل الثوار .
ولكن الثوار سرعان ما انسحبوا من النقاط التي سيطروا عليها تحت وطأة القصف العنيف على المدنيين، والذي استهدف أيضاً مخيمات النازحين ، ومشفيين في المنطقة.
وبرّر الثوار انسحابهم بعدم جدوى بقائهم في تلك المواقع بسبب ارتفاعها الشاهق وسهولة كشفها واستهدافها من قبل النظام، موضحين أنّ المعركة التي سقط فيها أربعة شهداء من الثوار، على الرغم من انسحابهم، دفعاً معنوياً قوياً، لهم وللمدنيين.
وردّ النظام في الليلة التالية للمعركة، ليل الثلاثاء 19 نيسان الجاري، بهجومٍ عنيفٍ على قرية “الكبانة” في جبل الأكراد، المعقل الوحيد للثوار في جبل الأكراد.
وبدأ النظام هجومه على البلدة، فجر أمس الثلاثاء، بعد تمهيدٍ بالمدفعية الثقيلة وبعشرات الغارات الجوية بالصواريخ والبراميل المتفجرة، ولكن الثوار كانوا له بالمرصاد، وقتلوا وجرحوا عدداً من عناصر قوات النظام.
هذا ويعدّ هذا الهجوم على قرية “الكبانة”، الهجوم الحادي عشر، دون أن يفلح النظام في السيطرة على القرية التي ترتفع ألف متر عن سطح البحر.
وأوضح الناشطون بأنّ سبب عدم قدرة النظام على السيطرة على قرية “الكبانة”، هو وجود عدد كبير من الثوار فيها، ورباطهم المتواصل فيها، ورصدهم لتحركات النظام باتجاهها في أيّة لحظة، كما أنّ القرية محاطة بغابات كثيفة تسهل على الثوار المناورة والاختباء فيها.
وأشار القيادي في الجيش الحر “أبو خالد الحفاوي”، في تصريحٍ ل “زمان الوصل”، أن “إصرار النظام على احتلال القرية يعود إلى كونها مفتاح الدخول إلى ريف إدلب الغربي، إضافة إلى أنها تطل بشكل مباشر على مساحات واسعة من سهل الغاب الحموي”.
وأضاف “الحفاوي”، بأنّ “قرية الكبانة تشرف على غالبية قرى جبلي الأكراد والتركمان والأوتوستراد الدولي بين محافظتي اللاذقية وإدلب”.
الجدير بالذكر بأنّ قرية “الكبانة” تعرف ب “أيقونة الثورة” في الساحل السوري، فهي أول قرية حرّرها الثوار في الساحل، وذلك صيف عام 2011، واتخذوها منطلقا لعمليات التحرير اللاحقة في جبلي الأكراد والتركمان، وحفروا فيها الخنادق للتنقل بعيدا عن أعين قوات النظام، مما ساعدهم في الصمود والاستمرار فيها.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*