“ما أسامحهم… تراهم ظلّام”
المرصد السوري لحقوق الانسان
بلهجة ريف الحسكة، يصرخ المواطن السوري عبيد جاسم شهاب، في آذان من شهدوا إعدامه، مقدماً آخر أدلته للجمع الخاضع لسيافه، قبل أن يضع الأخير رأسه المصبوغ بالدم، بين قدمي جسده الغارق بالدماء.
شريط مصور للمرصد السوري لحقوق الإنسان، تمكن نشطاؤه من تسجيله، يظهر شاباً سورياً معصوب العينين يقف ملتفتاً حوله، مصمماً على ما سيفعله بعد قليل. يسمع فرماناً ويصغي لكلام “شرعي الدولة الإسلامية” الذي قرأ الحكم عليه::
“”قام المدعو عبيد جاسم شهاب، بسب الله سبحانه وتعالى، سباً قبيحاً كثيرا، وذلك بذكر الفاحشة، تعالى الله عما يقول علواً كبيرا””.
يقطع الحكم صوت الشاب عبيد وهو يقول متنهداً مسمعاً صوته، لجمع كبير حوله من الرجال والشبان والأطفال:: “”والله ما سبيت، والله ما سبيت””، والسياف يستل سيفاً ثقيلاً حاداً، موقعاً غمده على أرض ستشهد قتل عبيد.
يكمل “شرعي” تنظيم “الدولة الإسلامية الحكم::”” قد مكن الله سبحانه وتعالى عباده المجاهدين من القبض عليه، وبعد ثبوت ذلك عليه شرعاً بلا إكراه، وبعد التأكد من عدم توبته قبل القدرة عليه، حكمت المحكمة الإسلامية، ومن قبل ديوان القضاء والمظالم، بإقامة حد الرِّدة عليه بالسيف””.
يحيط أربعة عناصر من “الدولة الإسلامية” بالمواطن السوري عبيد، وخامسهم السياف الذي ما برح يهز سيفه ويلوح به، مظهراً استعجاله تنفيذ “الحكم”. يطلب الأخير من رفاقه الأربعة إركاعه، يأبى عبيد ذلك صارخاً، ذائداً عن روحه، محاولاً التخلص من سيف وعناصر كثر، يفشلون في تركيعه، وعبيدٌ يصرخ:: “”ما أسامحهم تراهم ظلام، والله مو أنا، والله مو أنا، يا اللـــــــه، وينكم يا عرب وينكم يا أهل الشدادي”” يضج الجمع حوله، ويستل عناصر آخرون أسلحتهم الفردية، آمرين المتجمهرين صارخين فيهم الرجوع إلى الوراء.
يرفع عنصر تنظيم “الدولة الإسلامية” المنفذ لـ “الحكم” سيفه، وعناصر آخرون يجرون رأسه وجسده، ويشدونهما باتجاه معاكس، مفسحين مساحة من عنق عبيد، تكفي ضربة السيف.
أزهق تنظيم “الدولة الإسلامية” روح عبيد جاسم شهاب –الشاب السوري، في الـ 26 من الشهر الفائت، ووضعوا رأسه بين قدميه، تاركين دمه مداساً لأحذية “جنود الدولة” وشاهدة تستعيد صرخة عبيد في أذن كل مواطن سوري يمر من ساحة إعدامه صارخاً عبيد في قرارة ذاكرتهم “”ما أسامحهم، تراهم ظلام، وينكم يا عرب، وينكم يا أهل الشدادي”.