حماة: مشروع تعليمي رائد في كفرزيتا يتحدى صعوبات الحياة

87-BorderMaker

في ظل مسلسل القصف اليومي المتواصل على المناطق المحرة في سوريا، لم تمنع سلسلة الجرائم البشعة لنظام الأسد السوريون من الاستمرار في حب الحياة ومحاولتهم البحث عن سبل شتى لمحاولة جعلها مستمرة، ولو في جزء منها.

صراع من أجل البقاء، أجبر المدنيين على اللجوء لوسائل بديلة في جوانب الحياة اليومية، بعد أن تعطلت معظم الخدمات والدوائر العامة، فضلاً عن نقص، إن لم يكن غياب، متطلبات المعيشة عن مناطقهم، نتيجة سياسة الحصار الإجرامية للنظام وميلشياته.

ولعل أحد أهم جوانب الحياة اليومية التي دفع السوريون، لا سيما فئة الأطفال، ضريبتها كانت في مجال التعليم، جراء تدمير وتعطيل غالبية المرافق التعليمية نتيجة القصف المركز عليها من طيران الأسد وحليفته روسيا، فضلاً عن استهدافها بشتى صنوف الأسلحة الأخرى، لتعود مظاهر حياة تعليمية بديلة وبسيطة، بجهود محلية بحتة، وهو مشروع تم العمل عليه في عدة مناطق محررة، كما جرى في ريف حماة الشمالي، حيث قام مجموعة من المعلمين بتجميع أطفال مدينة كفرزيتا وفتح مدرسة لهم، متحدين بذلك القصف اليومي على المدينة.

طيران النظام ومعه الطيران الروسي لم يمنع أطفال كفرزيتا من متابعة تعليمهم الدراسي في مدرستي كفرزيتا التي تعمل بإمكانات بسيطة وبجهود متطوعين، بعد استهداف المدارس وكل مرافق الحياة من النظام السوري وحلفائه.

مراسل جريدة “زيتون” التقى الناشط أوس حسان من كفرزيتا، حيث تحدث عن المشروع الجديد لمعلميها للنهوض بالعملية التعليمية الغائبة.

يقول حسان، إن مدينة كفرزيتا تعرضت خلال سنوات الثورة لشتى صنوف القصف وبمختلف الأسلحة، ابتداءً من سلاح صواريخ الراجمات مروراً بسلاح الجو وصولاً إلى الغارات السامة، الأمر الذي أثر على مجمل جوانب الحياة ومظاهرها في المدينة التي تعد من أوائل المناطق السورية التي لبت نداء الثورة.

ويضيف الناشط من ريف حماة: “كان عدد سكان مدينة كفرزيتا حوالي (30) ألف نسمة لم يبقى منهم الآن سوى قرابة (5000) نسمة، أغلبهم يعيشون في خيم على أطراف المدينة، وقلة قليلة مازالت ضمن مدينة كفرزيتا”.

ونظراً لقرب حواجز النظام المتمركزة في منطقة “الحماميات” التي تبعد حوالي (3) كيلومترات عن المدينة، حيث تتموضع فوق تلة عالية، يشير الناشط أوس حسان، إلى أن هذا العامل ساعد قوات النظام السوري وميليشياتها على كشف المدينة وقصفها باستمرار، بالإضافة إلى كل من “حاجز بريدج” و”حاجز كرناز”، وهما موقعين يشكلان أكبر تجمع عسكري للنظام في المنطقة، حيث يسانده فيهما ميليشيات من “حزب الله” الإرهابي.

يشار إلى أنه وبعد سيطرة الجيش النظامي على طريق حلب – حماة منذ مطلع العام الماضي، نزح قسم كبير من أهالي كفرزيتا إلى مناطق مجاورة ومحافظات أخرى وتشرد قسم آخر في مخيمات اللجوء والنزوح، نتيجة القصف المستمر عليها، حيث أضحت “كفرزيتا” أشبه بمدينة أشباح يمطرها النظام بالبراميل والصواريخ وقذائف المدفعية بشكل شبه يومي.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*