زيتون – حسام حسون
«التغيير قادم» هو الوسم الذي اعتمده جمهور المرشحة إلى عضوية مجلس شعب النظام «أم البيارق»، الاسم الذي ملئ سهول ومروج «السوشيال ميديا» تحول إلى «رمز وطني» يجسد معنى المهزلة بأبهى حالاته، إلا أن الانتخابات ليست أقل هزلاً، وخصوصاً بعد تحدي النظام للمجتمع الدولي والمواطن السوري وكل الكائنات الحية و»الفضائية»، ثم نشر صور لمرشحين قد يصبحوا أعضاء جدد لجسم غير صحي بتاتاً.
ماذا تفعل أعضائنا في مجلس الشعب؟
يتذكر الكثير من السوريون أحاديث «كخرافات بالنسبة للعالم» حول أشخاص يسألون عماذا يعني مجلس الشعب؟ أو عن دور أعضائه، ثم يجيب البعض «من كل عضو مجلس شعب مناخد تنكة زيت وكيس برغل وقت الانتخابات». لتنتهي مهمة هؤلاء الأعضاء المتناثرين وتبدأ مهمة ثانية «من تحت الطاولات والكراسي».
أبو نزار أيضاً لم يكن يدري عن مجلس الشعب شيئاً، لكن الرجل صاحب الـ58 عاماً، قرر ترشيح ابنه لعضوية المجلس قبل 8 سنوات علّه يُسمع صوت بعض أهالي أحياء دمشق الفقيرة للسلطات.
إلا أن «مطحنة» مجلس الشعب وقوائم الجبهة الوطنية التقدمية «المرعبة» وحزب البعث «الفائزة»، حولته إلى كائن فضائي وسط «الوطنيين».
يقول نزار «في البداية عندما يتقدم الجميع للترشح إلى مجلس الشعب يبدو كل شي حقيقي، لكن عندما تكتشف أن الأسماء موضوعة أصلاً ومفهوم من سيكون ضمن المجلس، تقف وتنظر إلى نفسك على أنك أصبحت مسخرة وسط هذه اللعبة».
ورغم معرفة أعضاء مجلس الشعب «المعروفون سابقاً» بفوزهم في الانتخابات إلا أنهم زادوا من إذلال نزار وأزالوا ليلاً صوره من الشوارع وكأنه لم يقم بأي حملة إعلانية.
فيما يظهركالرجل الخفي فجأة أعضاء مجلس الشعب «المصلحون» بصورهم لتملئ ساحات سوريا، ويطرحون أنفسهم كأشخاص طبيعيين في عملية انتخابية ديمقراطية «طبيعية جداً»، فيما يحلّف السوريون «برأس أولادهم» أنهم لا يعرفون عنهم شيئاً.
مجلس الشعب «الدولار بـ 500 يا كبير»
ورغم أن النظام يسمي الانتخابات دائماً بـ»العرس الجماهيري الكبير» إلا أن هذه المرة مختلفة، إذ لا يرى مواطنو مناطق النظام أي عرس جماهيري مع تحول ثمن «الطبخة» إلى نصف معاش كامل.
يقول أبو رياض، 50 عاماً من اللاذقية «لا مجلس الشعب ولا الدولة كلها تستطيع أن تصحح وضعنا، نحن نموت بصورة بطيئة من الجوع، وقريباً ستتحول سوريا كلها إلى مضايا، فمن جهة سنتضامن مع المدينة المحاصرة ومنه سنموت بطريقة جوعية في القرن ال21».
لأول مرة في عمر الحرب السورية يصبح الدولار الواحد بـ 500 ليرة سورية، ويتحول راتب الموظف السوري إلى «خرجية» طفل في دول مجاورة، ومع ذلك تستمر مظاهر الحياة «الديمقراطية» والانتخابات، فرغم كل شيء – كما يقول محللون – يجب أن يحافظ النظام السوري على أجواء العرس الذي لم ينتهي منذ 40 عاماً.
الحل دائماً لدى «أم البيارق».
على صفحتها الرسمية على الفيسبوك أعلنت مرشحة الكونغرس السوري، أميرة عبد الغانم الملقبة من قبل معجبيها بـ «أم البيارق» عن برنامجها الانتخابي كأكثر برنامج واضح.
ودعت أم البيارق السوريين إلى «ممارسة العادة الانتخابية السرية» طالما أنه لم يبق سوى يوم واحد على انتهاء العرس الدائم. كما نشرت صورة تعبيراً عن مدى روقانها وعنونتها «أم البيارق يا لذيذ يا رايق».
وشهدت صفحة «أم البيارق» دعم شخصيات اعتبارية عديدة، حيث دعا الفنان السوري – العالمي «عمر سليمان» الجماهير الواسعة لانتخاب مرشحتهم الأصيلة.
«أم البيارق» ورغم خسارتها في الانتخابات السابقة ودعوتها إلى «انتخابات نزيهة» إلا أنها تضع حالياً أمام أعينها «رضى الله ورضى الجمهور» لتتغلب على سطوة الفساد.
المسؤول الإعلامي عن الحملة الانتخابية لأم البيارق رفض الحديث لـ»جريدة زيتون» لكن هنالك تسريبات بأنها قد ترشح نفسها لانتخابات المرحلة الانتقالية بعد زيارة قصيرة لديمستورا في أحد فنادق جنيف.
يبقى الانتظار في حسم نتائج الانتخابات البرلمانية السورية سيد الموقف، ويجمع الشارع السوري على كون نتائج الانتخابات عموماً ستصبّ في صالحهم وصالح رفاهية المواطن السوري المرفه أصلاً.