وفي الوقت الذي يكافح دبلوماسيون دوليون لإحراز تقدم في محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة حول مستقبل سوريا ورئاستها.
انتخابات «مجلس الشعب» ماضية قدماً بشكل منفصل عن عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، والتي تهدف إلى إيجاد حل سياسي للحرب المستمرة منذ خمس سنوات. وتقول الحكومة أن الانتخابات تنعقد في الوقت المناسب بما يتماشى مع الدستور. بينما تقول المعارضة أن تلك الانتخابات غير شرعية، بينما اعتبرتها كل من بريطانيا وفرنسا «مشهد رديء» و «وصمة عار».
قال هادي جمعة، وهو طالب يبلغ من العمر 19 عاماً، وهو يدلي بصوته في قاعات الجامعة وهو مقيم في دمشق: «إننا نصوت لصالح الشعب السوري ومن أجل الأسد. الأسد قوي ولكن تظهر هذه الانتخابات أن الشعب يؤيده ويشد على يديه».
اصطف العشرات للتصويت في مركز اقتراع واحد حيث علقت صورة الأسد على الحائط. وكان يرقص البعض خارج القاعة، بمرافقة زوجته أسماء ذهب الأسد للتصويت في دمشق، وظهر مبتسماً للتلفزيون الحكومي قائلاً:
«أن الإرهاب قد تمكن من تدمير جزء كبير من البنية التحتية السورية ولكن لم يدمر «الهيكل الاجتماعي، والهوية الوطنية» في سوريا». وكانت هذه هي المرة الأولى التي صوت فيها الأسد في الانتخابات البرلمانية.
وأدى الصراع إلى مقتل أكثر من 250000 شخصاً، وجعل الملايين من اللاجئين ينزحون من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، كما أدى لظهور مجموعات من الثوار، والميليشيات الكردية القوية، وتنظيم الدولة الإسلامية. بينما تعتبر الحكومة كل الجماعات التي تقاتلها جماعات إرهابية.
تسيطر الحكومة على نحو ثلث سوريا، بما في ذلك المدن الرئيسية في غرب سوريا، وهذا الثلث موطناً لمعظم الناس الذين لم فروا من البلاد. وتقدر الأمم المتحدة عدد اللاجئين بـ 4.8 مليون نسمة.
ينتخب البرلمان (بمجلس الشعب) مرة كل أربع سنوات، وهذه الانتخابات البرلمانية تعد الثانية التي جرت من قبل الحكومة في زمن الحرب. أُعيدَ انتخاب الأسد رئيساً للدولة في الانتخابات الرئاسية في عام 2014.
على الناخبون التصويت على 250 عضواً للبرلمان، والذي لا يتمتع بالسلطة الحقيقية في النظام الرئاسي السوري. وتحشد الدولة الناخبين من خلال شعار «صوتك يعزز صمودك».
المعارضة تعتبر التصويت «مسرحية»
تتزامن الانتخابات مع بدء الجولة الثانية من محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف. ومن المقرر أن يجتمع مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا يوم الأربعاء بوفد المعارضة. بينما قالت الحكومة أنها سوف تكون على استعداد للمشاركة اعتباراً من يوم الجمعة.
تكافح الدبلوماسية من أجل إحراز تقدم بدون أي مؤشر على حل وسط حول القضية الرئيسية التي تقسم الجانبين: وهي مستقبل الأسد. وقد استبعد الحكومة أي نقاش متعلق بالرئاسة قبل الجولة الأولى من المحادثات الشهر الماضي.
وقال أسعد الزعبي، كبير المفاوضين لهيئة المعارضة: «هذه الانتخابات لا تعني شيئاً». وأضاف «إنها غير شرعية وهي مسرحية من أجل المماطلة، والتي من خلالها يحاول النظام أن يعطي لنفسه قليلاً من الشرعية».
وقد قالت دول أجنبية معارضة للأسد: التصويت لا يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو لإجراء انتخابات في نهاية المرحلة الانتقالية والتي تمتد إلى 18 شهراً. ويقول حلفائه، ولاسيما روسيا، بأن الانتخابات تتماشى مع الدستور.
المتحدث باسم الحكومة البريطانية قال: «إن قرار النظام إجراء انتخابات هو مقياس لمدى انفصاله عن الواقع. حيث أنه لا يمكن إعادة شراء الشرعية عن طريق وضع مشهد رديء للديمقراطية». وقالت فرنسا: الانتخابات «خدعة» ينظمها «نظام قمعي».
من جانبها قالت روسيا، وهي واحدة من حلفاء الأسد الرئيسيين، أن الانتخابات على أي حال كانت ضرورية لتجنب حدوث فراغ في السلطة. كما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي: «هناك فهم بأن الدستور الجديد يجب أن ينشأ نتيجة لهذه العملية السياسية». وأضاف: «لكن قبل أن يحدث هذا، ينبغي للمرء تجنب أي فراغ قانوني أو أي فراغ في مجال السلطة التنفيذية».
السوريون الذين يقطنون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة رفضوا التصويت.
قال «يوسف دوماني، متحدثاً من المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في الغوطة الشرقية: «لقد اعتدنا أن ندلي بأصواتنا في انتخابات مزيفة. الآن نحن لم نعد ملزمين بالتصويت. بعد كل هذا القتل يريدون القيام بمسرحية بعنوان الانتخابات.
المصدر: هافينغتون بوست
جون دافيسون وليلى بسام
ترجمه لزيتون: محمود العبي