نشرت مؤسّسة دعوة للإعلام العاملة في جنوب دمشق، تقريراً مصوّراً حول آراء سكّان جنوب دمشق في الأحداث الأخيرة التي جرت في مخيم اليرموك، بين “جبهة النصرة” و “تنظيم الدولة”.
وافتتحت المؤسسة التقرير بسؤالها المدنيين “في جنوب دمشق هل الاقتتال الدّائر بين تنظيمي الدّولة والنّصرة هو فخّار يطبّش بعضو؟ أم لسكّان جنوب دمشق رأي آخر؟”.
وردّ بعض المدنيين بالقول “فخار يكسّر بعضو”، متحدّثين عن الأخطاء التي ارتكبتها جبهة النصرة في جنوب دمشق، بينما كان رأي الغالبية العظمى رافضاً لمبدأ اللامبالاة، ومستهزئاً بتعبير ” فخّار يطبّش بعضو”، مؤكّدين على ضرورة اتخاذ موقف تجاه القتال الدائر في المخيم.
وأشار الكثير من المدنيين الذين أجرت المؤسسة لقاءاتٍ معهم، إلى أخطاء وانتهاكات جبهة النصرة في الجنوب الدمشقي، ولكنّهم في الوقت ذاته برّروا للنصرة بأنّها كانت ولا تزال عنصراً فعّالاً في الثورة السورية، وخاصةً خارج مدن وبلدات جنوب دمشق.
وأكّد الغالبية أنّ لا أحد معصوم عن الخطأ، وبأنّ الجميع يخطئ، وأنّه لابدّ من الوقوف إلى جانب “النصرة” ضدّ “تنظيم الدولة”، رغم انتهاكاتها وتطرّفها، ورفض سكان جنوب دمشقي التطرّف والغلوّ.
وأشار البعض إلى الفرق بين “النصرة” التي تقاتل ضد النظام، وبين “داعش” التي تقاتل إلى جانب النظام بشكلٍ غير معلن؛ حيث تقاتل الثوار وتستولي على المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وتقوم بتسليمها للنظام خلال فتراتٍ وجيزة، وفقاً لآراء المدنيين.
الجدير بالذكر أنّ القوى المدنية العاملة في بلدة ببيلا، كانت قد نظّمت في الحادي عشر من نيسان الجاري، اعتصاماً بحضور قرابة الثلاثمئة شخص إضافةً إلى عددٍ من الوجهاء، أكّدوا فيه رفضهم دخول “جبهة النصرة” إلى داخل البلدة، أو مساندتهم في القتال في مخيم اليرموك.
ونشرت القوى المدنية والعسكرية العاملة في بلدة ببيلا، بياناً في اليوم ذاته، بخصوص فئة الشباب الذين يقاتلون في مخيم اليرموك، إلى جانب جبهة النصرة في جنوب دمشق، وأشارت إلى أنّ هذه القوى ترفض عودتهم إلى البلدة.
وأشار بيانٌ آخر صادر عن لواء شام الرسول العامل في جنوب دمشق، إلى أنّ قرار اللواء في منع مؤازرة جبهة النصرة، ومنع دخول عناصرها إلى مدن وبلدات الجنوب الدمشقي، صدر بالاتفاق مع المدنيين في البلدات الثلاث “بيت سحم- يلدا- ببيلا”.
هذا ولاتزال أحياء مخيم اليرموك تشهد اشتباكاتٍ عنيفة بين الطرفين، وسط معاناةٍ يشهدها الأهالي في المخيم، جراء القصف المتبادل بين الطرفين، وانتشار القناصة على أسطح المباني، واستهدافهم المدنيين.
ووسط نداءاتٍ من المنظمات الحقوقيّة والمدنيّة بالسماح للمدنيين بالخروج من مخيم اليرموك، وإدخال المواد اللازمة.
استطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة دعوة للإعلام.