جريدة زيتون
زيتون – محمد علاء
شهد ريفي حلب الشمالي والجنوبي ومنطقة مخيم حندرات والملاح شمال حلب، في الأسبوعين الفائتين معارك شرسة خاضتها قوات المعارضة ضد كل من» قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة»، انتهت بتمكن قوات المعارضة من تحقيق تقدم كبير وإلحاق خسائر كبيرة بالمهاجمين.
طريق الكاستيلو
نفذت قوات النظام صباح يوم الخميس 14 نيسان، هجوماً هو الأعنف منذ عام، على منطقتي الملاح ومخيم حندرات شمال حلب، واللذان يطلان على طريق الكاستيلو بدعم جوي روسي بخلاف ما قاله مسئولون روس عن عدم صحة ادعاءات رئيس وزراء النظام، عن تجهيز سوري روسي لمحاصرة حلب.
وكانت قوات النظام مدعومة بمقاتلي لواء القدس الفلسطيني ومقاتلين من جنسيات إيرانية ولبنانية، قد شنت هجوما من عدة محاور، وتمكنوا من السيطرة على عدة نقاط مكنتهم من رصد أجزاء من طرق الكاستيلو الواصل حلب وريفها، وذلك لعدة ساعات، قام بعدها الجيش الحر بهجوم معاكس استعاد فيه جميع النقاط التي خسرها، إضافة لتدمير ثلاث دبابات وآليتين، وقتل عدد من القوات المهاجمة.
وتهدف قوات النظام من قطع طريق الكاستيلو إطباق الحصار على المناطق المحررة في مدينة حلب، بهدف إضعاف الجيش الحر فيها، لكن الجيش الحر استطاع المحافظة على الطريق وإفشال كل المحاولات التي قامت بها قوات النظام وقوات «سوريا الديمقراطية»، التي حاولت هي الأخرى مراراً التقدم على أطراف الطريق وقطعه.
ريف حلب الشمالي
تزامناً مع محاولة قوات النظام التقدم شمال حلب، نفذ تنظيم الدولة هجوماً كبيراً على قرى «دلحه – جازر – حور كلس – حرجلة – تل حسين وكفرغان وغيرهم» في محاولة لحصار الجيش الحر في محيط بلدة الراعي، ونجح التنظيم من التقدم وسيطر على عدة قرى، ليعود الجيش الحر ويسترجعها.
طائرة استطلاع تم اسقاطها فوق مارع
وركز هجوم التنظيم على مناطق تتواجد فيها أكبر مخيمات نازحين على الحدود السورية التركية بريف حلب الشمالي، ما أدى لنزوح هؤلاء من المخيمات، الى مدينة إعزاز الأكثر أمناً، وقد قتلت سيدة وطفلها نتيجة لقصف من التنظيم على مخيم «أكده» الذي قصفه التنظيم وتسبب بحرق عددٍ كبيرٍ من الخيم.
وشهد ريف حلب الشمالي معارك كر وفر وتبادل للسيطرة بين الجيش الحر وتنظيم الدولة منذ بداية شهر نيسان، توجها الجيش الحر بطرد التنظيم من حوالي 12 كم من الشريط الحدودي مع تركيا، بدأها بسيطرة على بلدة دوديان «خط الدفاع الأول عن بلدة الراعي المهمة» ومن ثم سيطر على قرى أخرى وصولاً حتى بلدة الراعي يوم 11 نيسان الجاري، التي خسروها بعد يومين إثر هجوم كبير للتنظيم على المنطقة.
وكان لافتاً مشاركة ألوية من الجيش الحر مدربةً ومسلحةً بشكل جيد ، كلواء» المعتصم» الذي صرح قائده المقدم «محمد حسن خليل» لـ «زيتون»:
«لواء المعتصم من أوائل الفصائل الثورية، وعناصره جميعهم من أوائل الثوار في مارع وما حولها، شاركوا منذ بداية الثورة بكافة المعارك، ولكن اللواء صار أكثر تنظيماً بعد ما تلقى دعماً من التحالف الدولي لقتال تنظيم الدولة».
وأضاف المقدم محمد: إن أهداف المعركة ضد داعش تحقق أهدافها حيث سيطروا على عدة قرى وبلدات، مثل «حور كلس وأكده ودوديان وحرجلة وبراغيدة» وغيرها من القرى باتجاه بلدة الراعي، وقرى أخرى يتم تبادل السيطرة عليها مع التنظيم بمعارك مستمرة.
وعن أسباب خسارة بعض القرى بعد تحريرها قال المقدم:
«إحدى الأسباب هي عدم التنسيق بين الفصائل بالأعمال القتالية وتنظيمها، وعدم معرفة بعض القادة بطرق السيطرة، وضبط العناصر، ودعم التحالف فهو لا يذكر أمام ما يقدمه للقوات الكردية، هناك دعم مقبول، ولو استثمرت القادة والفصائل هذا الدعم، مع بعض التنظيم والخبرة كنا حافظنا على كل منطقة نحررها، وأكرر أن الدعم المقدم لنا من التحالف لا يساوي شيء أمام الدعم المقدم للقوات الكردية»
هذا وتعطي معارك ريف حلب الشمالي، زخماً كبيراً للجيش الحر، وتظهره كندٍ قوي لتنظيم الدولة، وتمكنه من إفشال مخططات»قوات سوريا الديمقراطية» وصل مناطقها في عفرين بمنطقة عين العرب، كما تعطي المناطق المحررة من الجيش الحر أريحية للمدنيين، كونها تتحول الى منطقة آمنة يُمنع وصول طيران النظام إليها، كونها معارك مدعومة من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة.
ريف حلب الجنوبي
كذلك كان ريف حلب الجنوبي ملتهباً خلال الأيام الماضية، فبعد سيطرة جبهة النصرة وفصائل أخرى على تل وبلدة العيس بداية شهر الجاري، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام والمليشيات الموالية لها في المنطقة.
وآتى إعلان إيران عن إرسال قوات برية لسوريا، ليعطي دفعة كبيرة للقوات النظام والمقاتلين من الحرس الثوري الإيراني ومقاتلي حركة النجباء العراقية ومقاتلي حزب الله اللبناني، وبدؤوا هجمات عنيفة على في محاولة استعادة تل وبلدة العيس، كان أخرها يوم 11 نيسان الجاري، حيث لقي حوالي 70 من هؤلاء المقاتلين مصرعهم في هجوم فاشل على تل وبلدة العيس بريف حلب الجنوبي.
وقال الناشط الإعلامي عمار الجنوبي عن المعركة الأخيرة:
قتلى النظام والمليشيات الطائفية في محيط بلدة العيس
بدأت قوات النظام ومن معها قصفاً عنيفاً بالصواريخ والقذائف، ترافق مع قصف جوي مكثف على مناطق في تل العيس، لتتمكن أخيراً من الدخول إليهما، بعد منتصف ليل 11 نيسان، لكن جبهة النصرة قامت بنصب كمائن لتلك القوات، وقتلت معظمها، وأجبرت من تبقى على الانسحاب، تاركين خلفهم جثث عشرين عنصراً»
إيران التي أعلنت أنها سترسل مقاتلين من الجيش النظامي ولن يقتصر على عناصر من القوات الخاصة التابعة للواء 65 في الجيش الإيراني النظامي بل سيتم إرسال عناصر من وحدات عسكرية أخرى»، ليعلن بعدها بأيام قليلة أن 4 من الكوماندوس الإيرانيين المعروفين بذوي القبعات الخضراء، قتلوا بمعارك العيس ومحيطها بريف حلب الجنوبي، كما أعلن الجيش الإيراني عن مقتل خامس عناصره على يد الثوار في سوريا.
وشكك عمار الجنوبي في عدد قتلى القوات الإيرانية المعلن عنه وقال أن العدد أكبر من هذا الرقم بكثير، هذه الأرقام عن الضباط ناهيك عن العناصر العاديين، وأضاف انه كان يسمع لصراخ وكلام القوات الإيرانية عبر التنصت على غرفة عمليات النظام من خلال أجهزة اللاسلكي، حيث «علا الصراخ من المتحدثين باللغة العربية، للاستنجاد بالطيران الروسي ليقوم بتخليصهم من الكمائن التي وقعوا بها»،, الذي لم تمنع مؤازرته لهم من وقوع قتلى جدد في صفوفهم.
وتأتي تلك المعارك بالتزامن مع عودة الطيران الحربي والمروحي لقصف مدينة حلب، حيث استشهد 3 أشخاص وطفلة، يوم 11 من نيسان، إثر تنفيذ الطيران الحربي 8 غارات على أحياء الميسر وطريق الباب والجزماتي وبعيدين شرق حلب، تبعه قصف من الطيران المروحي ب 40 برميلاً متفجراً على مناطق ممتدة من حي الحيدرية حتى نهاية طريق الكاستيلو، ما أدى لانقطاعه لعدة ساعات، وهو ما رآه مراقبون أنه انتهاء للهدنة في مدينة حلب.
