زيتون – مصعب العزو
أعلنت مديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب المحررة عن إجراء مسابقة لانتقاء عدد من المدرسين والمعلمين من حملة الإجازة الجامعية أو المعاهد التربوية والتعليمية بكافة التخصصات لتعيينهم في المدارس في جميع المجمعات التربوية.
وشمل القرار الصادر عن المديرية المدرسين والمعلمين الذين تعرضوا للفصل من وظائفهم في ظل حكم نظام الأسد ومن في حكم المفصول (مطلوبون أمنيآ-العسكر المنشقون…الخ)، حيث طلب منهم بموجب القرار مراجعة مديرية التربية والتعليم مع إحضار ثبوتياتهم «ليصار لتسوية أوضاعهم وإعادتهم إلى أعمالهم فورآ من خلال المسابقة المعلن عنها حاليآ» بحسب ما جاء في القرار المذكور.
مشكلة الثبوتيات التي يعاني منها المعلمين المفصولين أو من في حكمهم
القرار السابق المتناغم مع أصول وقرارات التعيين السارية المفعول في المناطق المحررة، اصطدم عشرات المستفيدين منه بعقبة كبيرة، وهي اشتراط حصولهم على الأوراق الثبوتية المشار إليه في متن القرار من مناطق تقع تحت سيطرة النظام، ما جعل القرار المذكور يحمل تناقضاً كبيراً، وهو الصادر من دائرة تربوية حرة يقع غالبية، إن لم يكن كل العاملين فيها، في دائرة المطلوبين للنظام.
«فراس قسوم» مدرس رياضيات، وهو خريج جامعة حلب، تم فصله من الكلية الواقعة ضمن مناطق النظام عام 2014، قال لمراسل جريدة زيتون: «بعد إعلان المجلس المحلي في مدينة سراقب عن إعطاء وثائق المعلمين المفصولين توجهت إليه وحصلت على وثيقة بأنني مفصول من وزارة التربية بدمشق».
ويضيف «توجهت في اليوم الثاني لمحافظة إدلب وكلّي أملٌ أن أعود لوظيفتي ولكن كانت الطامة في قلب التربية الحرة، وفيها قدمت وثائق الفصل التي حصلت عليها من المجلس المحلي لمدينتي، ولكن كان الجواب من التربية أنها غير مقبولة، وأنه يجب عليك إحضار الثبوتيات من محافظة حماة!».
وكان المجلس المحلي لمدينة سراقب، نشر على صفحته الرسمية: «أنه وبناء على طلب مديرية التربية الحرة بادلب الموجه إلى المعلمين المفصولين باحضاء وثيقة تثبت ذلك، وبعد الاستفسار من المديرية تبين أن المجلس مخول بإعطاء هذه الوثيقة فعلى المعلمين الراغبين بالحصول على هذه الوثيقة الحضور الى المجلس المحلي للحصول عليها».
وأضاف»قسوم»: أنا والكثير من أمثالي من المعلمين المتقدمين الى المسابقة، أكدنا لموظفي التربية أننا لا نستطيع الذهاب إلى مناطق سيطرة النظام، كوننا مطلوبون للأفرع الأمنية، إلا أن ذلك لم يلقى استجابة من أيّ منهم.
المجلس المحلي يوضح
مدير المكتب التربوي في المجلس المحلي لمدينة سراقب أسعد الأطرش قال لـ «زيتون»، تعقيباً على تصريح جمال شحود مدير التربية والتعليم في محافظة إدلب الحرة: «أعطينا نحن المجلس المحلي وثائق للمعلمين المفصولين بناء على طلب المعلمين والمدرسين المفصولين أنفسهم، وذلك بعد وصول أخبار عن المسابقة المزمع إقامتها في مديرية التربية الحرة، ونحن خدمة لهم فعلنا ذلك بدون تخويل من مديرية التربية الحرة».
وأضاف «أما بالنسبة لرؤيتنا حول الحل الممكن اقتراحه للممتنعين عن الذهاب الى مناطق النظام بدون قرار فصل، لا سيما الذين لم يقبضوا رواتبهم من أكثر من سنة، أنه يجب علينا أن نؤمن لهم عمل يتناسب مع قدراتهم وخبراتهم كلٌ في المكان المناسب له».
زيتون التقت الأستاذ جمال شحود مدير التربية الحرة في محافظة ادلب وحاورته بخصوص المسابقة المعلن عنها:
س1: الأستاذ جمال، ما هي آلية القبول المعتمدة للمعلمين واللجنة الفاحصة؟ وما هي الوعود التي ستقدمها المديرية للمعلمين والرواتب؟ وماذا عن وضع المعلمين الباقين في مدارسهم ممن لا زالوا يتقاضون الرواتب من التربية الخاضعة للنظام؟
ج: «أولاً المقصود من فحص المقابلة التأكد من وجود هذا الشخص وأهليته وسلامته الجسدية والعقلية على الإعطاء والتدريس، وثانياً اختبار جزء من معلوماته، وليس كلها، لأننا لا يمكننا اختبار معلومات شخص خريج، كوننا لم نقبل بالمسابقة سوى خريجين الجامعات من ذوي الاختصاصات التربوية والتعليمية في المحافظة، وثالثاً، نحن لدينا معايير سنقوم بأخذها بعين الاعتبار خلال اختيار المعلمين أولها سنوات الخدمة وكذلك الشهادة والدرجة العلمية الحائز عليها المتسابق، أيضاً مراعاة الوضع الثوري له، هل هو مفصول، مدة هذا الفصل، بحيث ننصف الزملاء الذين انفصلوا سابقا، ونحن نعمل على إنصاف الزملاء الذين تعرضوا للظلم نتيجة الفصل والإصابة أولا، وبعدها تأتي الأولوية للآخرين».
س2: كم عدد المتسابقين الذين سيتم قبولهم نتيجة المسابقة؟ سمعنا عن 300 متقدم للمسابقة!؟ وهل الأوراق الثبوتية المطلوبة ستكون من المجلس المحلي؟ أم من مديرية التربية التابعة للنظام؟
ج: أولاً: هذا الكلام عن طلبنا بأوراق ثبوتية من النظام محض افتراء وزور، نحنا طالبنا الزملاء المتقدمين للمسابقة بأن يكونوا خريجين، ضمن المعايير التي لدينا ولن نقبل بدونها، أما خريجين الأعوام (2013-2014-2015م) سينتظرون مع الطلاب ويؤخدون كمكلفين ولن نثبتهم، سنقبل بالشهادات ما قبل 2012م.
ثانياً: بالنسبة للزملاء الذين تعرضوا للفصل سنستثنيهم من المسابقة، لكن يجب أن يحضروا دليلاً على فصلهم، بعد إعلاننا عن المسابقة تفاجأنا أن الكثيرين جاؤوا يدعون أنهم مفصولين، لكن نحن نعرف أسماء المعلمين المفصولين بقرارات من النظام، البعض قدم أدلة عن فصله بشهود اثنان أو بورقة من المجلس المحلي أو المختار، كان جوابنا أننا نريد دليل رسمياً أنك مفصول، إما أن يكون راتبك متوقف ببطاقة الذاتية الموجودة لدينا بالمديرية، أو أن تكون فصلت بقرار صدر بحقك من رئاسة مجلس الوزراء التابعة للنظام، وهذه القرارات انتشرت في الكثير من صفحات التواصل الاجتماعي، كما أننا نعرف متى تم قبض آخر مرتب من مديرية النظام، من لا تنطبق عليه هذه الشروط ولم يستطع الإثبات لن يقبل بالمسابقة، وأوراق المجلس المحلي غير مقبولة لدينا، نتيجة عدم مصداقيتها، نحن نحتاج إلى أوراق رسمية، لكن هذا لا يعني أن يذهب المتقدم إلى مديرية التربية بحماه، ولا نقبل أن يزاود أحد علينا بهذا الشأن، مكاتبنا موجودة لمن يملك أوراق فصله، الكثير منهم قبض رواتبه من النظام في الشهر 12 لعام 2015، هؤلاء لن يقبلوا بالمسابقة أيضاً».
س3: جاء بمنشور على صفحة المجلس المحلي التالي: بناء على طلب مديرية التربية الحرة بادلب الموجه إلى المعلمين المفصولين باحضاء وثيقة تثبت ذلك، وبعد الاستفسار من مديرية التربية الحرة تبين أن المجلس مخول بإعطاء هذه الوثيقة فعلى المعلمين الراغبين بالحصول على هذه الوثيقة الحضور إلى المجلس المحلي للحصول عليها؟
هل صحيح أن بعض المعلمين قدموا لكم وثيقة من المجلس المحلي ولم تقبلوا بها؟
ج: «ما تم نشره من قبل المجلس المحلي هو مجرد إدعاء باطل، نحن لم نخولهم إعطاء مثل هذه الوثيقة، وحتى لو أرسلوا لنا لا نقبل منهم، نحن لدينا مكتب تربية في سراقب تابع للمجمع التربوي، وفي مكتب تربية بالمجلس المحلي نستأنس برأي المجلس المحلي استئناس فقط».
س4: ما وضع المعلمين الذين لم يفصلوا بل امتنعوا عن الذهاب إلى مناطق النظام لقبض رواتبهم نتيجة الخوف من الاعتقال؟ هل ستقبلون بهم في المسابقة؟
ج: «بالنسبة لهؤلاء نحن نقول لهم أهلاً وسهلاً، لكن كل معلم امتنع من الذهاب إلى مناطق النظام كان من البديهي أن يلجأ إلى الجهة البديلة عن النظام، وهي مديرية التربية الحرة، ومن سجل لدينا قمنا بتعيينه، أما من لم يسجل فهو قد تخلى عنه النظام ولم يسلمه رواتبه، وليس هو من انشق عن النظام بطواعيته».
س5: هل يمكن أن نطلع على الأضابير والطلبات المرفوضة من المسابقة؟
ج: «بكل رحابة صدر الأضابير الغير مقبولة متاحة لأي مواطن للاطلاع عليها، وعلى الأسباب التي تم على أساسها الرفض، لأننا نحاول أن نبني مؤسسة حقيقية، ويجب أن تبنى هذه المؤسسة على أسس متينة، ولو حاولنا أن نمرر وثائق ليس لها مصداقية، سيقوم أي شخص بجلب مثل هذه الوثائق ويكون لزاماً علينا توظيفه».
ويبقى المعلم حلقة ضعيفة مابين ثبوتيات من الصعب الحصول عليها وبين مغامرته بحياته من أجل راتبه، وهو من سيربي أجيالنا القادمة.